كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[زوائد الباب في فضل الصيام في شعبان]-
(260) عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر يرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم
__________
(260) عن أسامة بن زيد- هذا طرف من حديث طويل سيأتي بثمامه وسنده في باب صوم الاثنين والخميس (غريبه) (1) ظاهر قوله يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان أنه يستحب صوم رجب. لأن الظاهر أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبًا به، ويحتمل أن المراد غفلهم عن تعظيم شعبان بصومه كما يعظمون رجبًا بنحر النحائر فيه. فإنه كان يعظم بذلك عند الجاهلية وينحرون فيه العتيرة كما ثبت في الحديث. والظاهر الأول. لأن المراد بالناس الصحابة فإن الشارع قد كان إذ ذاك محا آثار الجاهلية، ولكن غايته التقرير لهم على صومه. وهو لا يقيد زيادة على الجواز، أفاده الشوكاني (2) قال الشيخ ولي الدين (إن قلت) ما معنى هذا مع أنه ثبت في الصحيحين (وعند الإمام أحمد أيضًا) أن الله تعالى يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل (قلت) يحتمل أمرين (أحدهما) أن أعمال العباد تعرض على الله تعالى كل يوم، ثم تعرض عليه أعمال الجمعة في كل اثنين وخميس. ثم تعرض عليه أعمال السنة في شعبان. فتعرض عرضًا بعد عرض ولكل عرض حكمة يطلع عليها من يشاء من خلقه أو يستأثر بها عنده مع أنه تعالى لا يخفى عليه من أعمالهم خافية (ثانيهما) أن المراد أنها تعرض في اليوم تفصيلاً ثم في الجمعة جملة أو بالعكس اهـ (تخريجه) (د. نس) وصححه ابن خزيمة (زوائد الباب) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان كله، قالت قلت يا رسول الله أحب الشهور إليك أن تصومه شعبان، قال إن الله كتب على كل نفس منية تلك السنة فأحب أن يأتيني أجلى وأنا صائم (قلت في الصحيح طرف منه) رواه أبو يعلي وفيه مسلم بن خالد الزنجي، وفيه كلام وقد وثق (وعن سهل بن سعد) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وكان أكثر صومه في شعبان (طب. طس) وفيه عمر بن صهبان وهو متروك (وعن أبي هريرة) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصل شعبان برمضان (طس) وفيه يوسف بن عطية وهو ضعيف (وعن أبي أمامة) رضي الله عنه

الصفحة 203