كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[كلام العلماء في أحكام هذا الباب- والتحذير مما ابتدعه الناس في ليلة النصف]-
.....
__________
أصحاب السنن وصححه ابن حبان وغيره اهـ (قلت هذا لفظ أبي داود) ولفظ الترمذي "إذا بقى نصف من شعبان فلا تصوموا" ولفظ النسائي "إذا انتصف شعبان فكفوا عن الصوم" ولفظ ابن ماجه "إذا كان النصف من شعبان فلا صوم" وفي لفظ ابن حبان "فأفطروا حتى يجئ رمضان" ولفظ ابن عدي "إذا انتصف شعبان فأفطروا" ولفظ البيهقي "إذا مضى النصف من شعبان فأمسكوا عن الصيام حتى يدخل رمضان" قال الحافظ، وقال الروياني من الشافعية يحرم التقدم بيوم أو يومين لحديث "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين" ويكره التقدم من نصف شعبان للحديث الآخر "يعنى حديث الباب" (وقال جمهور العلماء) يجوز للصوم تطوعًا بعد النصف من شعبان وضعفوا الحديث الوارد فيه "يعنى حديث العلاء" وقال أحمد وابن معين إنه منكر، واستدل البيهقي بحديث "لا يتقدمن أحدكم في شعبان بصوم يوم أو يومين" على ضعفه فقال الرخصة في ذلك بما هو أصح من حديث العلاء" وكذا صنع قبله الطحاوي، واستظهر بحديث ثابت عن أنس مرفوعًا "أفضل الصيام بعد رمضان شعبان" لكن إسناده ضعيف، واستظهر أيضًا بحديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل هل صمت من سرر شعبان شيئًا؟ قال لا. قال فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين، ثم جمع بين الحديثين يعنى بين حديث العلاء بن عبد الرحمن. وبين حديث لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين بأن حديث العلاء على من يُضعفه الصوم وحديث التقدم بصوم يوم أو يومين مخصوص بمن يحتاط بزعمه لرمضان وهو جمع حسن اهـ ما نقله الحافظ (وحديث عمران بن حصين) فيه الترخيص لمن كان معتادًا الصوم في النصف الثاني من شعبان أن يصوم ما اعتاده بلا كراهة، وكذلك من كان عليه صيام واجب كنذر فله أن يؤديه فيه، فإن ضاق عليه الوقت ودخل رمضان قضاه في شوال والله أعلم.
(تحذير مما ابتدعه الناس في ليلة النصف من شعبان) اعلم أرشدني الله وإياك إلى العمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن ليلة النصف من شعبان ليلة فاضلة ورد في فضلها أحاديث لا بأس بها سيأتي بعضها في فضل ليلة النصف من شعبان من أبواب فضائل الأزمنة في كتاب الفضائل وسنفيض القول هناك إن شاء الله تعالى، ونقتصر هنا على ما يناسب الباب، وقد تغالي الناس في فضائل ليلة النصف من شعبان فأوردوا فيها أحاديث بعضها ضعيف شديد الضعف، وبعضها موضوع لا أصل له، وابتدعوا لها بدعًا شتى لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والدين برئ منها (فمن الأحاديث الشديدة الضعف) ما رواه ابن ماجه في فضل صوم يوم النصف عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا