كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[بقية الكلام في التحذير مما ابتدعه الناس في ليلة النصف من الشعبان]-
(6) باب صوم شهر الصبر وثلاثة أيام غير معينة من كل شهر
(263) عن أبي عثمان أن أبا هريرة رضي الله عنه كان في سفر فلما نزلوا أرسلوا إليه وهو يصلي، فقال إني صائم، فلما وضعوا الطعام وكادوا أن
__________
فيقول ألا من مستغفر فأغفر له. ألا مسترزق فأرزقه. ألا مبتلي فأعافيه. ألا كذا ألا كذا يطلع الفجر، هذا الحديث في سنده أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة القري العامري المدني، قيل اسمه عبد الله. وقيل محمد، وقد ينسب إلى جده، رموه بالوضع كذا في التقريب، وقال الذهبي في الميزان ضعفه البخاري وغيره، وروى عبد الله وصالح ابنا الأمام أحمد عن أبيها رحمهم الله، قال كان يضع الحديث، وقال النمائي متروك اهـ (ومن الأحاديث الموضوعة) ما روى عن علي أيضاً. وفيه فأن أصبح في ذلك اليوم صائماً كان كصيام ستين سنة ماضية وستين سنة مستقبلة، أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال موضوع وإسناده مظلم (ومن البدع) ما آحدثوه من صلاة مخصوصة وأدعية وغيرها ما أنزل الله بها منن سلطان (ومن أقبحها) الدعاء المسمى بدعاء ليلة النصف من شعبان الذي أوله (اللهم يا ذا المن ولا يمن عليك) وهو يقرأ بعد صلاة المغرب ثلاث مرات مع سوة يس، الأولى بنية طول العمر. والثانية بنية اتساع الرزق. والثالثة بنية الاستغناء عن الناس، وقد عمت به البلوى في القطر المصري فصار يقرؤ علنا بأعلى صوت في مساجد الأوقاف فضلاً عن المساجد الأخرى، ومن عظيم البلوى أن أئمة المساجد الذي يلقنونه للعوام فيرددونه وراءهم بأعلى صوت، وفي ذاك الوقت تضيق المساجد بمن فيها لأنه لا يتخلف عنها أحد من المصلين إلا النادر لاعتقادهم أن قراءة هذا الدعاء تطيل العمر وتوسع الرزق وتغني عن الناس مع ما فيه من مخالفة كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتخليط في قراءة سورة يس بعد إدعاء، فلا حول ولا قوة إلا بالله. اللهم أرشد العلماء إلى العمل بكتابك واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ليقتدي بهم العوام ويظهر رونق الأسلام آمين
(263) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا حماد عن ثابت عن أبي عثمان أن أبا هريرة رضي الله عنه- الحديث" (غريبة) (1) أي ليأكل معهم وكانوا يجهزون الطعام كما يستفاد من سياق الحديث، فلما جاءه الرسول وجده يصلى فانتظر حتى سلم وأخبره بالحضور لتناول الطعام (فقال إني صائم) فلما وضعوا

الصفحة 208