كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[فضل صيام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر]-
يفرغوا جاء، فقالوا هلم فكل فأكل فنظر القوم إلى الرسول، فقال ما تنظرون؟ فقال والله لقد قال إني صائم، فقال أبو هريرة صدق، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلة وصحبه وسلم، قال صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله فقد صمت ثلاثة أيام من أول الشهر فأنا مفطر في تخفيف الله صائم في تضعيف الله
__________
الطعام وكادوا أن يفرغوا جاء) أبو هريرة رضي الله عنه (فقالوا هلم) أي أقبل على الطعام (فكل فأكل فنظر القوم إلى الرسول) أي نظرة دهشة وإنكار لأنه أخبرهم على لسان أبي هريرة أنه صائم فلما جاء أبو هريرة أكل فانكروا ذلك على الرسول وفهموا أنه كذب على أبي هريرة (فقال) الرسول (ما تنظرون) أي لم تنكرون على ذلك؟ ثم أقسم لقد قال أبو هريرة إني صائم (فقال أبو هريرة صدق) يعني رسولكم، ثم ذكر الحديث وبين لهم معنى قوله إني صائم ومعنى أكله معهم (1) هو شهر رمضان وأصل الصبر الحبس فسمى الصوم صبرا لما فيه من حبس النفس عن الطعام والشراب والجماع (2) تقدم شرح هذه الجملة في الكلام على الحديث الأول من باب جامع لما يستحب صومه صحيفة 161 عندما سأل عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم ثلاثة أيام من كل شهر ومضان إلى رمضان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صوم الدهر وإفطاره" ونزيد هنا احتمالا آخر وهو أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر كصيام الدهر، وصيام رمضان وحده كصيام الدهر (أما الأولى) فأن من صام ثلاثة أيام من كل شهر من شهور السنة فكأنما صام السنة كلها، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فيعدل صيام الثلاثة الأيام منن كل شهر صيام الشهر كل فيكون كمن صام الدهر كله (وأما الثانية) فإن رمضان من حيث كونه صوم فرض يزيد على النفل عشر درجات فأكثر، فيكون صيامه مساوياً لصيام الدهر، بل قد يكون أزيد منه والله أعلم (3) معنى هذا أن من صام ثلاثة أيام من الشهر كتب الله له ثواب صوم الشهر كله وأباح له فطر باقيه، وهذا من تخفيف الله على عباده "وقوله صائم في تضعيف الله" أي له حكم الصائم وإن كان مفطراً لأن الله عز وجل ضاعف له أجر الثلاثة أيام فجعلها كصيام شهر باعتبار أن الحسنة بعشر أمثالها، فقول أبي هريرة للرسول إني صائم يعني حكماً وإن كان مفطراً حساً (تخريجه) (هق) وسنده جيد والجزء المرفوع منه رواه (م. د. نس. جه. هق)