كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[قصة الأعرابي صاحب الأرنب والحث على صوم الأيام البيض]-
بأرنب قد شواها ومعها صنابها وأدمها فوضعها بين يديه فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل وأمر أصحابه أن يأكلوا فأمسك الأعرابي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما يمنعك أن تأكل؟ قال إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر، قال إن كنت صائما فصم الأيام الغر
(272) عن ابن الحوتكية قال أبي عمر بن الخطاب رضي
__________
- الحديث" (غريبه) (1) الصناب الخردل المعمول بالزيت وهو صباغ يؤتدم به "وقوله وآدمها" الأدم بالضم ما يأكل مع الخبز أي شيء كان، وهو عطف مرادف لقوله صنابها (2) لم يبين في هذه الرواية سبب امتناعه صلى الله عليه وسلم عن الأكل منها، وقد بينه في الحديث التالي بقول الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم "إني وجدت بها دماً" يعني دم حيض، لأن الأرنب تحيض كالأنثى من بني آدم، وجاء في رواية النسائي من حديث موسى بن طلحة بأصرح من هذا، ففيها أن الأعرابي قال يا رسول الله إني قد رأيت بها دماً فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكلها وقال لمن عنده كلوا فإني لو اشتهيتها أكلتها (وللنسائي أيضاً) من حديث موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إني وجدتها تدمي (كترضى أي تحيض) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا يضر. كلوا، وقال للأعرابي كل- الحديث (3) أي البيض الليالي بالقمر (وللنسائي من حديث أبي ذر) قال إن كنت صائماً فعليك بالغز البيض. ثلاث عشرة. وأربع عشرة. وخمس عشرة (تخريجه) (نس. حب) وصححه
(272) عن ابن الحوتكية (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو النضر ثنا المسعودي عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية- الحديث" (غريبه) (4) بفتح الحاء المهملة والتاء المثناة، بينهما واو ساكنة ثم كاف، وبعضهم
__________
(*) فيه تسامح لأن معنى اليوم في الشرع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وفي اللغة من شروق الشمس إلى غروبها، والحافظ رحمه الله لم يرد تحديد اليوم لغة أو شرعا، وإنما أراد الزمن الكامل المشتمل على اليوم والليلة، لأنه لا يجهل معنى اليوم في اللغة والشرع، ولكن العيني رحمه الله لم يرق في نظره كلام الحافظ فجعله كلاما واهيا وتصرفا غير موجه كما هي عادته مع الحافظ يجعل الصغيرة منه كبيرة، رحمهما الله

الصفحة 214