كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[تحفظ عمر رضي الله عنه في رواية الحديث واستظهاره بعمار بن ياسر]-
الله عنه بطعام فدعا إليه رجلاً، فقال إني صائم، ثم قال وأي الصيام تصوم؟ لولا كراهية أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين جاء الأعرابي بالأرنب ولكن أرسلوا إلى عمار، فلما جاءه عمار، قال أشاهد أنت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم جاءه الأعرابي بالأرنب، قال نعم، فقال إني رأيت بهادمًا، فقال كلوها، قال إني صائم، قال وأي الصيام تصوم؟ قال أول الشهر وآخره، قال إن كنت صائمًا فصم الثلاث عشرة والأربع عشرة والخمس عشرة.
__________
ضبطه بالباء الموحدة بدل التاء المثناة والأول أشهر - اسمه يزيد، قال في التقريب يزيد بن الحوتكية التميمي الكوفي، وأكثر ما يأتي غير مسمى مقبول من الثانية اهـ (قلت) قوله أكثر ما يأتي غير مسمى يعني أكثر ما يرد في الحديث عن ابن الحوتكية غير مسمى كما في التهذيب، وفيه أيضًا يروى عن عمر وعمار وغيرهما، وفي الخلاصة يروى عن عليّ وعنه موسى بن طلحة التيمي اهـ (1) لم يشأ عمر رضي الله عنه ذكر الحديث خوفا من أن يزيد فيه أو ينقص منه شيئًا، وأرسل إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه ليستظهر به على ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفا من الغلط، وهذا غاية التحري والتحفظ في نقل الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالواجب على كل عالم أن لا يورى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما ظنه أو علمه حقا وتبينه صدقا، ولا يروى المشكوك فيه إلا مع بيان موضع الشك منه وإلا كان ممن قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم "من كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" نسأل الله العصمة والسلامة بمنه وكرمه ورضي الله عنك يا عمر (2) أي أكنت حاضرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الأعرابي الخ (3) هذا مقول الأعرابي، يعني فقال الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم إني رأيت بها دما، وتقدم الكلام على ذلك في شرح الحديث السابق (فقال) أي النبي صلى الله عليه وسلم "كلوها قال" الأعرابي "إني صائم" (4) يعني الأيام التالية لهذه الليالي (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السياق من حديث عمر لغير الإمام أحمد، وأورده الهيثمي، وقال رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن عبد الله السعودي. وقد اختلط اهـ (قلت) وفيه أيضًا حكيم بن جبير، قال في التقريب ضعيف وأورد نحوه الهيثمي عن موسى بن طلحة، قال: قال عمر لأبي ذر وعمار وأبي الدرداء أتذكرون يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكان كذا وكذا

الصفحة 215