كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

وسقاني (1) ثم خرج إلى المسجد للصلاة فقام يصلي بغير وضوء (2) يريد الصوم
(88) عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في السَحَر (3) يا أنس إني أ {يد الصيام فأطعمني شيئاً، قال فجئته بتمر وإناء فيه ماء بعدما أذن بلال، فقال يا أنس انظر انساناً يأكل معي، قال فدعوت زيد بن ثابت فقال يا رسول الله إني شربت شربة سويق فأنا أريد الصيام، قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأنا أريد الصيام، فتسحر معه وصلى
__________
أبو أحمد الكوفي أحد الراويين الذين روى عنهما الإمام أحمد هذا الحديث، قال العجلي ثقة يتشيع، وقال ابو حاتم حافظ للحديث عاقل مجتهد له أوهام، وقال النسائي ليس به بأس، قال الامام أحمد مات سنة ثلاث ومائتين (1) الظاهر أن بلالا لم بأت النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بالصلاة إلا بعد أذان الفجر الصادق كما هي عادته (فإن قيل) ان بلالا كان يؤذن بليل كما في الحديث الصحيح عن ابن عمر مرفوعا (أن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم) (فالجواب) أن هذا لا ينافي أن ابن أم مكتوم هو الذي أذن وأن بلالا جاء يدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة لان ذلك كان من وظيفته، ويؤيد هذا قول حذيفة في الحديث السابق (كان بلال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتسحر وإني لأبصر مواقع نبلي) فهو دليل على أن بلالا أتاه صلى الله عليه وسلم بعد أذان الفجر الصادق سواء أكان بلالا هو المؤذن أم غيره (2) يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان نائماً فلما أيقظه بلال للصلاة وهو يريد الصوم اقتصر على الشرب ثم ذهب إلى المسجد فصلى ولم يحدث وضوءاً لأن نوم الأنبياء لا ينقض الوضوء، ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان متيقظاً متوضئاً ولم يره بلال توضأ فأخبر بما رأى والله أعلم (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجالهما رجال الصحيح
(88) عن قتادة عن أنس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن قتادة عن أنس ـ الحديث (غريبه) (3) أي في وقت السحر وهو قبيل الصبح (وقوله بعدما أذن بلال) يعني الأذان الأول وهو قبل طلوع الفجر الصادق لقوله

الصفحة 22