كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[كلام العلماء في صوم السبت والأحد والحكمة في ذلك]-
ويقول إنهما عبيداً المشركين فأنا أحب أن أخالفهم
(12) باب استحباب صيام الاثنين والخميس
(285) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام يسرد حتى يقال لا يفطر, ويفطر الأيام حتى لا يكاد أن
__________
ثنا أبي عن كريب- الحديث" (غريبه) يعني اليهود والنصارى كانوا لا يصومون هذين اليومين لكونهما يوما عيدهما فكان صلى الله عليه وسلم يصومهما ليخالف اليهود والنصارى في فعلهم (تخريجه) باطول من هذا وصحح الحافظ إسناده, وصححه أيضاً ابن خزيمة, ولفظه "عن كريب أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعثوه إلى أم سامة يسألها عن الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر لها صياما, فقالت يوم السبت والأحد فرجعت إليهم فكأنهم أنكروا ذلك فقاموا باجمعهم إليها فسألوها فقالت صدق, وكان يقول إنهما يوماً عيد للمشركين فانا أريد أن أخالفهم" وأورده الهيثمي بنحو حديث الباب وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات وصححه ابن حبان (زوائد الباب) عن طائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين, ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس, رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن (الأحكام) حديث الباب مع حديث عائشة المذكور في الزوائد يدلان على استحباب صوم السبت والأحد من كل شهر, وقد بين صلى الله عليه وسلم الحكمة في ذلك وهي مخالفة اليهود والنصارى, ولا منافاة بين هذين الحديثين وبين ما جاء عند الأمام أحمد والأربعة وغيرهم من حديث عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن صوم يوم السبت إلا في فريضة, وتقدم في باب النهي عن إفراد يومي الجمعة والسبت بالصيام صحيفة 152 رقم 205 من هذا الجزء, وقد جمع صاحب البدر المنير بين هذه الأحاديث بأن النهي متوجه إلى إفراد يوم السبت بالصوم, وجواز الصوم باعتبار انضمام ما قبله أو بعده إليه, ويؤيد هذا ما تقدم من إذنه صلى الله عليه وسلم لمن صام الجمعة أن يصوم السبت بعدها, والجمع مهما أمكن أولى من النسخ والله أعلم (285) عن أسامة بن زيد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا ثابت بن قيس أبو غصن حدثني أبو سعيد المقبري حدثني أسامة بن زيد- الحديث" (غريبة) أي يتابع الصوم

الصفحة 225