كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيها حق الجمد والزوج والزائر]-
وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً
(291) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو (بن العاص) رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أخبرت أنك تقوم الليل وتصوم النهار, قال قلت يا رسول الله نعم, قال فصم وأفطر وصل وثم, فإن لجسدك عليك حقاً, وإن حقاً وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام, قال فشددت فشدد على, قال فقلت
__________
الليل الأول, ثم يقوم ثلثه بعد النصف, ثم ينام السدس الباقي من النصف الثاني, والحكمة في قيام الثلث المذكور أنه يوافق الوقت الذى ينادي فيه الرب عز وجل, هل من سائل هل من مستغفر الخ, والحكمة في النوم بعد ذلك أنه يستدرك ما يستربح به من نصب القيام في بقية الليل. وكانت هذه الطريقة أحب إلى الله تعالى من أجل الأخذ بالرفق للنفس التي يخشى منها السآمة, وقد قال صلى الله عليه وسلم "إن الله لا يمل حتى تملوا" (تخريجة) (ق. والأربعة إلا الترمذي)
(291) عن أبي سامة بن عبد الرحمن عن عبد الله ابن عمرو- الحديث؟ (غريبة) سبب ذلك جاء في رواية أخرى للأمام أحمد والشيخين والنسائي وغيرهم, وسيأتي في باب الاقتصاد في الأعمال من كتاب الاقتصاد إن شاء الله تعالى, وقال عبد الله زوجني أبي امرأة فجاء يزورها؛ فقال كيف ترين بعلك. فقالت نعم الرجل من رجل لا ينام الليل ولا يفطر النهار, فوقع بي, وقال زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها, قال فجعلت لا ألتفت إلى قوله لما أرى عندي من القوة والاجتهاد, فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ النسائي (وعند الأمام أحمد) فقال (يعني عمراً) أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب فعضلتها وفعلت وفعلت, ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكاني فأرسل إلى فأتيته- الحديث سيأتي بطوله في الباب المشار إليه إن شاء الله تعالى أي زائرك وهو في الأصل مصدر وضع موضع الأسم كصوم ولوم بمعنى صائم ونائم, وقد يكون الزور جمع زائر كراكب وركب "وقوله وان بحسبك الخ" أي يكفيك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام معناه أنه شدد على نفسه في عدم قبول التخفيف وطمع في الزيادة لزيادة الأجر فشدد

الصفحة 230