كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[حجة القائلين بعدم صوم يوم عرفة للحاج]-
شكوا (وفي لفظ تماروا) في صرم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوم عرفة، فقالت أم الفضل أنا أعلم لكم ذلك، فبعثت بلبن فشرب (وعنه من طريق ثان عن أم الفضل بنحوه وفيه) فأرسلت إليه بلبن فشرب وهو يخطب الناس عرفة على بعيره
(301) عن عطاء أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما دعا الفضل يوم عرفة إلى طعام، فقال إني صائم، فقال عبد الله لا تصم. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قرب إليه حلاب فشرب منه هذا اليوم وإن الناس يستنون بكم (وعنه من طريق ثان) عن ابن عباس دعا أخاه عبيد الله يوم عرفة إلى طعام،
__________
هي أول امرأة أسلمت بعد خديجة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها، وسيأتي لها ذكر في كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (1) أي اختلفوا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فيعضهم قال إنه صائم. وبعضهم قال إنه مقطر، وهذا يشعر بأن صوم يوم عرفة كان معروفا عندهم معتادا لهم في الحضر، وكأن من جزم بأنه صائم استند إلى ما ألفه من العبادة، ومن جزم بأنه غير صائم قامت عنده قرينة كونه مسافرا، وقد عرف نهيه عن الصوم الفرض في السفر فضلا عن النقل (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد عن مالك حدثني سالم أبو النضر عن عمير مولى أم الفضل أن أم الفضل أخبرته أنهم شكوا في صوم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فأرسلت إليه بلبن- الحديث (3) زاد البخاري من حديث ميمونة والناس ينظرون (تخريجه) (ق. د)
(301) عن عطاء (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا ابن جريج قال أخبرني زكريا بن عمر أن عطاء أخبره أن عبد الله بن عباس- الحديث) (غريبه) (4) الحلاب بكسر الحاء المهملة هو الأناء الذي يجعل فيه اللبن، وقيل الحلاب اللبن المحلوب، وقد يطلق على الأناء ولو لم يكن فيه لبن، وفي رواية للبخاري من حديث أم الفضل فأرسلت اليه بقدح لبن وهو واق على بعيره فشربه (5) أي يقتدون بكم كما في الطريق الثانية، لما لهم من صلة القرابة بالنبي صلى الله عليه وسلم (6) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس- الحديث (7) جاء في الطريق الأولى

الصفحة 238