كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[بقية زوائد الباب وكلام العلماء في صوم عشر ذي الحجة]-
.....
__________
عرفة غفر له سنة أمامه وسنة خلفه، ومن صام عاشوراء غفر له سنه، رواه البزار وفيه عمر ابن صهبان وهو متروك، والطبراني في الأوسط باختصار يوم عاشوراء وإسناد الطبراني حسن (وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن صيام يوم عرفة، قال يكفر السنة التي أنت فيها والسنة التي بعدها (طب) وفيه رشدين بن سعد وفيه كلام وقد وثق (وعن مسروق) أنه دخل على عائشة رضي الله عنها يوم عرفة، فقال اسقوني؛ فقالت عائشة يا غلام اسقه عسلا، ثم قالت وما أنت يا مسروق بصائم؟ قال لا. إني أخاف أن يكون يوم الأضحى، فقالت عائشة ليس ذاك، إنما عرفة يوم يعرف الأمام، ويوم النحر يوم ينحر الأمام، أو ما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدله بألف يوم (طب) وفي إسناده دلهم بن صالح ضعفه ابن معين وابن حبان، وأورده المنذري، وقال رواه الطبراني في الأوسط بأسناد حسن والبيهقي. قال وفي رواية للبيهقي قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم اهـ (وعن عائشة رضي الله عنها) قالت نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفه بعرفات (طس) وفيه محمد بن أبي يحيى وفيه كلام كثير وقد وثق (وعن الفضل بن العباس) رضي الله عنهما قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من شراب يوم عرفة (يعني وهو بعرفة سنة حجه صلى الله عليه وسلم) (طب) ورجاله رجال الصحيح، ورواه أبو يعلي بنحوه، أورد هذه الأحاديث الحافظ الهيثمي وتكلم عليها جرحا وتعديلا، وتقدم حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه في باب جامع لبعض ما يستحب صومه وما يكره رقم 215 صحيفه 162 قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفه ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الأسلام وهن أيام أكل وشرب (الأحكام) الحديث الاول من أحاديث الباب يدل على استحباب صوم تسع ذي الحجة وهي من أول ذي الحجه الى نهاية اليوم التاسع منه ولا يعارضه حديث عائشة السابع من أحاديث الباب وقد تقدم الكلام في شرحه بما ينفي المعارضة وإن كان ظاهره يوهم كراهة صوم العشر (قال النووي) قال العلماء وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة، بل هي مستحبة استحابا شديدا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه يعني العشر الأوائل من ذي الحجة فيتأول قولها لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه. ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر؛ ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث الأول من أحاديث الباب اهـ (قلت) وباقي أحاديث الباب مع الزوائد منها يدل على استحباب صوم

الصفحة 240