كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[تعريف الاعتكاف وما ورد في فضله]-
أبواب الاعتكاف وفضل العشر الأواخر من رمضان
(1) باب فضل الاعتكاف وبيان زمان ومكان
(302) عن أبي هريرة رضي الله عنه التي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إن للمساجد أوتادا الملائكة جلساؤهم، إن غابوا يفتقدوهم، وإن مرضوا اعادهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم.
__________
((أبواب الاعتكاف)
الاعتكاف معناه في اللغة لزوم الشيء وحبس النفس عليه سواء أكان خيرا أم شرا، فمثاله للخير قوله تعالى (سواء العاكف فيه والباد) أي الملازم للمسجد الحرام والطارئ عليه، ومثاله للشر قوله تعالى (فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم) أي يلازمون عبادتها، (ومعناه في عرف الشرع) اللبث في المسجد مدة مع النية، فاللبث ركن والنية شرط، وكذا المسجد، ويشترط في المسجد أن يكون مسجد جماعة وهو ماله إمام ومؤذن ولو لم تصل فيه الخمس لحديث ابن عباس (إن أبغض الأمور إلى الله تعال البدع وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور، رواه البيهقي، وقال على رضي الله عنه لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة، رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة، وهذا في حق الرجل أما المرأة فتعتكف في مسجد بيتها ويكره اعتكافها في مسجد جماعة، وفي ذلك خلاف سيأتي والله أعلم
(302) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة قال حدثني ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة- الحديث) (غريبه) (1) جمع وتد بكسر التاء على اللغة الفصحى ويجوز فتحها أي أناسا يحبون المساجد يكثرون الجلوس فيها للعبادة ثابتين على ذلك كثبوت الوتد في الأرض، بمن تعوده الملائكة في مرضه. وما ذلك إلا لرضا الله عنه ولا يحرم من دعاء الملائكة واستغفارهم له (2) أعانة الملائكة لهؤلاء من عناية الله عز وجل بشأنهم وجعلهم في ولايته، فهنيئا لمن تولى الله أمره قال تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) (تخريجه) لم أقف عليه من رواية أبي هريرة لغير الأمام أحمد وفي اسناده ابن لهيعة ورواه الحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن سلام وقال صحيح على شرطهما

الصفحة 242