كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[استحباب قضاء الاعتكاف إذا فات من اعتاده لمانع]-
آلبر تردن (1) فلم يعتكف في رمضان (3) واعتكف عشرًا من شوال (3)
(308) عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر سنة فلم يعتكف، فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين يومًا (4)
__________
له وثلاث للثلاث (1) بهمزة الاستفهام ممدودة على وجه الأنكار في قوله آلبر بمعنى النفي، والبر منصوب على أن مفعول مقدم لقوله تردن، ومعناه الطاعة والخير. أي لا تردن البر بهذا. والخطاب لأزواجه اللائي نصبن الأخبية؛ وفي رواية لمسلم "آلبر يردن" بصيغة الغيبة، وفي رواية للبخاري "آلبر ترون بهن" أي تظنون الخير بهن، وهو خطاب للحاضرين من الرجال، وفي رواية للإمام أحمد ستأتي في باب اعتكاف النساء "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آلبر أردتن بهذا ما أنا بمعتكف" وللبخاري "فترك الاعتكاف ذلك الشهر ثم اعتكف عشرًا من شوال" (2) إنما ترك صلى الله عليه وسلم الاعتكاف في رمضان لأنه خشى أن يكون الحامل لهن على ذلك المباهاة والتنافس الناشيء من الغيرة حرصًا على القرب منه خاصة فيخرج الاعتكاف عن موضعه، أو لما أذن لعائشة وحفصة أولًا كان ذلك خفيفًا بالنسبة إلى ما يفضي إليه الأمر من نوادر بقية النسوة على ذلك فيضيق المسجد على المصلين، أو بالنسبة إلى أن اجتماع النسوة عنده يصيره كالجالس في بيته وربما شغلنه عن التخلي لما قصد من العبادة فيفوت مقصود الاعتكاف (3) هي العشر الأول كما في رواية أبي معاوية عند مسلم وأبي داود، والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم جعلها قضاء عما تركه من الاعتكاف في رمضان على سبيل الاستحباب لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملًا أتيته، ولو كان للوجوب لا اعتكف معه نساؤه في شوال ولم ينقل (تخريجه) (ق. والثلاثة. وغيرهم)
(308) عن أبي بن كعب (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي وحسن بن موسى وعفان قالوا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت وقال عفان أنا ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب - الحديث " (غريبة) (4) يعني من رمضان، عشرة قضاء عما فاته في العام السابق بسبب السفر، وعشرة عن العام الحاضر، فيحتمل أن الاعتكاف كان واجبًا عليه صلى الله عليه وسلم بخصوصه فقضاه على سبيل الوجوب، أو قضاه استحبابًا لتأكد منيته والله أعلم (تخريجه) (د. نس. جه. هق. خز. حب. ك) وسنده جيد وصححه بن حيان وغيره وروى نحوه الترمذي من حديث أنس وصححه، وكذلك الإمام أحمد وسيأتي بعد هذا