كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)
-[استحباب قضاء الاعتكاف إذا فات من اعتاده لمانع]-
(309) عن أنس (بن مالك) رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا كان مقيمًا اعتكف العشر الأواخر من رمضان وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين (1)
(310) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان والعشر الأوسط (2)
__________
(309) عن أنس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا بن أبي عدي عن حميد عن أنس - الحديث وفي آخره قال عبد الله بن الإمام أحمد (قال أبي) لم أسمع هذا الحديث إلا من بن أبي عدي عن حميد عن أنس (غريبة) (1) أي عشرين يومًا وتقدم شرح هذا الحديث في الذي قبله (تخريجه) (مذ) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث أنس
(310) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود الهاشمي قال ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة - الحديث" (غريبة) (2) جاء في رواية لمسلم من حديث أبي سعيد "العشر الأوسط" كما هنا، قال النووي هكذا هو في جميع النسخ، والمشهور في الاستعمال هو تأنيث العشر كما قال في أكثر الأحاديث العشر الأواخر، وتذكيره أيضًا لغة صحيحة باعتبار الأيام أو باعتبار الوقت والزمان ويكفي في صحتها ثبوت استعمالها في هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم اه (قلت) أما كونه صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأوسط فلأنه كان ينتظر فيها ليلة القدر، بل ثبت أنه صلى الله عليه وسلم اعتكف أولًا العشر الأوائل لهذا الغرض فلم يجد بغيته، فاعتكف العشر الأوسط راجيًا ان تكون فيها ليلة القدر، فأوحى الله إليه أنها في العشر الأواخر، ومن ثم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وقد جاء ذلك صريحًا في رواية لمسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه فكلم الناس فدنوا منه، فقال إني اعتكفت العشر الأول التمس هذه الليلة ثم اعتكفت العشر الأوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر الأواخر؛ فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف، فاعتكف الناس معه" الحديث سيأتي نحوه للإمام