كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

-[جواز زيارة المرأة زوجها في معتكفه - والتحرز مما يوجب سوء الظن]-
(رضي الله عنهما) فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي، فقالا سبحان الله يا رسول الله، فقال إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكم شرًا، أو قال شيئًا
__________
وفي البخاري فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما - الحديث (1) قال الحافظ لم أقف على تسميتهما في شيء من كتب الحديث. إلا أن ابن العطار في شرح العمدة زعم أنهما أسيد بن خضير. وعباد بن بشر. ولم يذكر لذلك مستندًا (2) بكسر الراء ويجوز فتحها، أي على هيئتكما في المشي فليس هنا شيء تكرهانه، والرسل المسير السهل بمعنى التؤدة وترك العجلة "إنها صفية بنت حيي" وفي رواية للبخاري "إنما هي صفية بنت حيي" وله في رواية أخرى "هذه صفية" (3) التسبيح هنا إما حقيقة، أي تنزه الله تعالى عن أن يكون رسوله متهمًا بما لا ينبغي، أو كناية عن التعجب من هذا القول، زاد البخاري من رواية هشيم، فقالا يا رسول الله وهل نظن بك إلا خيرًا؟ (4) رواية البخاري "إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم" أي كمبلغ الدم (قال الحافظ) وقوله "يبلغ أو يجري" قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى أقدره على ذلك، وقيل هو على سبيل الاستعارة من كثرة اغوائه (يعني وسوسته) وكأنه لا يفارقه كالم فاشتركا في شدة الاتصال وعدم المفارقة اهـ والتعبير بالإنسان في قوله يجري من الإنسان المراد به جنس أولاد آدم من ذكر وأنثى (5) أو للشك من الراوي يعني أو قال "شيئًا" بدل قوله "شرًا" وفي رواية للبخاري "إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا" وله في رواية ابن مسافر وفي رواية معمر "سوءًا وقال شيئًا" ولمسلم وأبي داود من حديث معمر "شرًا" بالشين المعجمة كما عند الإمام أحمد (قال الحافظ) والمحصل من هذه الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينسبهما إلى أنهما يظنان به سوءًا لما تقرر عنده من صدق ايمانهما. ولكن خشى عليهما أن يوسوس لهما الشيطان، ذلك لأنهما غير معصومين فقد يفضي بهما ذلك إلى الهلاك. فبادر إلى اعلامهما حسمًا للمادة وتعليمًا لمن بعدهما إذا وقع له مثل ذلك كما قاله الشافعي رحمه الله تعالى، فقد روى الحاكم أن الشافعي كان في مجلس ابن عيينة فسأله عن هذا الحديث فقال الشافعي إنما قال لهما ذلك لأنه خاف عليهما الكفر إن ظنا به التهمة فبادر إلى اعلامهما نصيحة لهما قبل أن يقذف الشيطان في نفوسهما شيئًا يهلكان به اهـ (تخريجه) (ق. د. نس. جه. هق) (زوائد الباب) روى أبو داود في

الصفحة 254