كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

(أبواب ما يبطل الصوم وما يكره وما يباح)
(7) باب ما جاء في الحجامة للصائم
(98) عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه مر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الفتح على رجل (1) يحتجم بالبقيع لثماني عشرة خلت من رمضان وهو آخذ بيدي فقال أفطر الحاجم والمحجوم (2) (وعنه من طريق ثان) (3) قال مر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم علىَّ وأنا أحتجم في ثماني عشرة خلون من رومضان فقال أفطر الحاجم والمحجوم
__________
(98) عن شداد بن أوس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي سنا اسماعيل ابن ابراهيم ثنا خالد عن ابي قلابة عن ابي الأشعث عن شداد بن أوس ـ الحديث (غريبه) (1) الظاهر أن هذا الرجل المبهم هو معقل بن سنان رضي الله عنه كما سيأتي في حديثه الآتي بعد هذا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر وهو يحتجم الخ) ولكن في الطريق الثانية من حديث شداد قال مر عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فكأن المرور كان على شداد، ويجمع بينهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم مر على شداد أولا وهو يحتجم فذكر الحديث، ثم اخذ بيده فمرا على معقل ف ذلك اليوم وهو يحتجم أيضاً فذكر الحديث. والله أعلم (2) ذكر العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم أقوالاً كثيرة، أقربها ما ذكره البغوي في شرح السنة أن معنى أفطر الحاجم والمحجوم أي تعرضا للإفطار، أما الحاجم فلأنه لا يأمن وصول شيء من الدم إلى جوفه عند المص، وأما المحجوم فلأنه لا يأمن من ضعف قوته بخروج الدم فيؤول أمره إلى أن يفطر اهـ فهو على سبيل المجاز لا الحقيقة كحديث (من جعل قاضيا بين الناس فقد ذبح بغير سكين) رواه أبو داود والترمذي والامام أحمد وهذا لفظه وسيأتي في الباب الثاني من كتاب الأقضية. وكقولهم هلك فلان إذا تعرض للهلاك (3) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن فضيل عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن زيد وهو أبو قلابة عن ابي الاشعث الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن شداد بن أوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّ الحديث (تخريجه) (نس. جه. ك. خظ. حب) وصححاه، وصححه أيضاً الامام أحمد والبخاري وعلي بن المديني

الصفحة 34