كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

(8) باب ما جاء في القيء للصائم
(8) عن معدان بن ابي طلحة (1) أن أبا الدرداء رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء (2) فأفطر قال فلقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد دمشق فقلت إن أبا الدرداء أخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر
__________
المسألة لا يفطر لحديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم صائم، ولا حجة في هذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما احتجم وهو محرم صائم في السفر لأنه لم يكن قط محرما مقيما ببلده، والمسافر إذا نوى الصوم له الفطر بالأكل والشرب والحجامة وغيرها، فلا يلزم من حجامته أنها لا تفطر فاحتجم وصار مفطراً وذلك جائز، هذا كلام ابن خزيمة، وحكاه الخطابي في معالم السنن ثم قال وهذا تاويل باطل لأنه قال احتجم وهو صائم فأثبت له الصيام مع الحجامة، ولو بطل صومه بها لقال أفطر بالحجامة كما يقال أفطر الصائم بأكل الخبز. ولا يقال أكله وهو صائم، قلت ولأن السابق إلى الفهم من قول ابن عباس احتجم وهو صائم الاخبار بأن الحجامة لا تبطل الصوم، ويؤيده ما في الأحاديث المذكورة والله أعلم اهـ واستنتج الشوكاني من أحاديث الباب أن الحجامة غير محرمة ولا موجبة لأفطار، الحاجم ولا المحجوم، قال فيجمع بين الأحاديث بأن الحجامة مكروهة في حق من كان يضعف بها وتزداد الكراهة إذا كان الضعف يبلغ إلى حد يكون سبباً للإفطار ولا تكره في حق من كان لا يضعف بها، وعلى كل حال تجنب الحجامة للصائم أولى، فيتعيين حمل قوله أفطر الحاجم والمحجوم على المجاز لهذه الأدلة الصارفة عن معناه الحقيقي اهـ والله أعلم
(108) عن معدان (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد قال ثنا أبي ثال ثنا الحسين عن يحيى بن ابي كثير قال حدثني عبد الرحمن بن عمر والأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام حدثه أن اباه حدثه قال حدثني معدان ـ الحديث (غريبه) (1) ويقال ابن طلحة اليعمري بفتح التحتانية والميم بينهما مهملة شامي ثقة من الثانية، قاله الحافظ في التقريب (2) أي قاء عمداً قال الترمذي معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان صائماً متطوعاً فقاء فضعف فأفطر لذلك، هكذا روى في يعض الأحاديث مفسراً اهـ قال الزيلعي في نصب الراية الحديث المفسر الذي اشار إليه الترمذي رواه ابن ماجه (قلت) والإمام أحمد وسيأتي في هذا الباب من حديث أبي مرزوق قال سمعت فضالة بن عبيد

الصفحة 41