كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

الناس بقسطنطينية (1) قال قيل لثوبان حثنا عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر
__________
والنقصان (1) ويقال قسطنطينة بإسقاط الياء الأخيرة المشددة، وقد تضم الطاء الأولى. كانت دارا لملك الروم. وتسمى بالرومية بوزنطيا، وقد غزاها المسلمون ثلاث مرات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم (فالمرة الأولى) كانت في خلافة معاوية بن ابي سفيان سنة 48 هجرية وفيها توفي ابو ايوب الأنصاري الصحابي رضي الله عنه وقبره للآن ولم يتم لهم فتحها (والمرة الثانية) كانت في خلافة سليمان بن عبد الملك سنة 98 هجرية بأمارة أخيه مسلمة وأمره ان يقيم عليها حتى يفتحها فشتى بها وزرع الناس بها الزرع وأكلوه وكاد الناس أن يهلكوا من شدة البرد ومع هذا فما زال مسلمة قاهراً لأهلها حتى جاء الخبر بموت سليمان بن عبد الملك ومبايعة عمر بن عبد العزيز فأمره عمر بالرجوع بمن معه من الجيش إشفاقاً عليهم ولم يتم لهم فتحها أيضاً، والظاهر أن أبا شيبة كان قاص الناس مع الجيش بقسطنطينية في هذه المرة لطول مكثهم بها والله أعلم، ثم قيض الله لها في المرة الثالثة السلطان محمد الفاتح من ملوك آل عثمان ففتحها في 20 جمادى الأولى سنة 875 هجرية وسماها إسلام بول أي مدينة الإسلام وبقيت عاصمة ملكهم إلى أن دالت دولتهم في عصرنا وتحولت المملكة إلى جمهورية في ربيع الأول سنة 1342 هجرية وجعلت مدينة أنقرة عاصمة الجمهورية بدلاً من مدينة الإسلام، فسبحان من له الدوام، (قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وفي إسناده بلج بن عبد الله المهري غير معروف، أما ابو شيبة المهري فقد قال ابو زرعه هو تابعي لا يعرف اسمه وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ورواه البزار من طريق أبي اسماء حدثنا ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في غير رمضان فأصابه أحسبه قيء وهو صائم فأفطر) وقال لا نحفظه إلا من هذا الوجه تفرد بهذه الزيادة (يعني قوله في غير رمضان) عتبة ابن السكن وهو يحدث عن الاوزاعي بأشياء لا يتابع عليها (وفي الباب) عن ابن عمر موقوفا عن ابن مالك في الموطأ والشافعي بلفظ من استقاء وهو صائم فعليه القضاء ومن زرعه القيء فليس عليه القضاء (الأحكام) أحاديث الباب تدل على أنه لا يبطل صوم من غلبه القيء ولا يجب عليه القضاء، ويبطل صوم من تعمد إخراجه ولم يغلبه ويجب عليه القضاء، وقال ابن المنذر أجحمع أهل العلم على أن من تقيأ عنداً أفطر، ثم قال قال علي وابن عمر وزيد بن ارقم وعلقمة والزهري (ومالك وأحمد)

الصفحة 44