كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

هممت أن آخذ قوسي فأضربك بها قال فكفوا حتى تأتوا عائشة (1) فدخلوا على عائشة رضي الله عنها فسألوها عن ذلك فقالت عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وكان أملككم لإربه (2) قالوا يا أبا شبل سلها (3) قال لا أرفث عندها اليوم، فسألوها فقالت كان يقبل ويباشر وهو صائم
__________
أخرى للنسائي أن هذا الرجل القائل هممت الخ هو شريح أبهم الذي حدث بجواز المباشرة والقبلة للصائم (1) في رواية للنسائي (فقال قولوا له فليكف عني حتى نأتي أم المؤمنين) (2) بفتح الهمزة والراء وبالموحدة أي حاجته تعني أنه كان غالباً لهواه، وقال صاحب النهاية أكثر المحدثين يروونه بفتح الهمزة والراء، يعنون الحاجة، وبعضهم يرويه بكسر الهمزة وسكون الراء، وله تأويلان (أحدهما) أنه الحاجة الأرَب والأرب والأربة والمأربة (والثاني) ارادت به العضو وعنت به من الأعضاء الذكر خاصة أهـ قال العلماء معنى كلام عائشة رضي الله عنها أنه ينبغي لكم اللاحتراز عن القبلة ولا تتوهموا من أنفسكم أنكم مثل النبي صلى الله عليه وسلم في استباحتها، لأنه يملك نفسه ويأمن الوقوع في قبلة يتولد منها إنزال أو شهوة أو هيجان نفس ونحو ذلك، وأنتم لا تأمنون ذلك فطريقكم الانكفاف عنها، وفيه جواز الأخبار عن مثل هذا مما يجري بين الزوجين على الجملة للضرورة، وأما في غير حال الضرورة فمنهي عنه (3) كنية علقمة (وقوله لا أرقث) أي لا أتكلم بكلام فاحش عندها اليوم، وهذا من كمال أدبه رحمه الله (تخريجه) رواه الشيخان باللفظ الأول بدون ذكر القصة، ورواه مسلم باللفظ الثاني بدون ذكر القصة أيضاً، وفي رواية له الغشارة إلى القصة بدون ذكرها، وقال الاسماعيلي، رواه غندر وابن ابي عدي عن شعبة فقالوا عن علقمة، وحدث به البخاري عن سليمان بن حرب عن شعبة، فقال عن الاسود وفيه نظر، وصرح ابو إسحاق بن حمزة فيما ذكره أبو نعيم في المستخرج عنه أنه خطأ (قال الحافظ) وليس ذلك من البخاري فقد أخرجه البيهقي من طريق محمد بن عبد الله بن معبد عن سليمان بن حرب كما قال البخاري، وكأن سليمان بن حرب حدث به على الوجهين، فإن كان حفظه عن شعبة فلعل شعبة حدث به على الوجهين وغلا فأكثر أصحاب شعبة لم يقولوا فيه من هذا الوجه عن الاسود، قال وكذا أخرجه النسائي من طريق عبد الحمن بن مهدي عن شعبة، ومنهم من قال عن ابراهيم عن علقمة، وشريح، وقد ترجم النسائي في سننه الاختلاف فيه على ابراهيم والاختلاف فيه على الحكم وعلى الأعمش وعلى منصور وعلى عبد الله بن عون كلهم عن ابراهيم، وأورده من طريق

الصفحة 54