كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

(121) عن عائشة رضي الله عنها قالت أهوي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليقبلني فقلت إني صائمة. فقال وأنا صائم، قالت قالت فأهوى إلي فقبلني (1) (وعنها من طريق ثان) (2) أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قبل امرأة من نسائه وهو صائم ثم ضحكت (3)
__________
إسرائيل عن منصور عن ابراهيم عن علقمة. قال خرج نفر من النخع فيهمن رجل يدعى شريحاً فحدث ان عائشة قالت فذكر الحديث. قال فقال له رجل لقد هممت أن أضرب راسك بالقوس، فقال قولوا له فليكف عني حتى نأتي أم المؤمنين. فلما أتوها قالوا لعلقمة سلها، فقال ما كنت لأرفث عندها اليوم فسمعته فقالت، فذكر الحديث، ثم ساقه من طريق عبيدة عن منصور فجعل شريحاً هو المنكر وأبهم الذي حدث بذلك عن عائشة، ثم استوعب النسائي طرقه، وعرف منها أن الحديث كان عند ابراهيم عن علقمة والأسود ومسروق جميعاً، فلعله كان يحدث به تارة عن هذا وتارة عن هذا، وتارة يجمع وتارة يفرق، وقد قال الدارقطني بعد ذكر الاختلاف فيه على ابراهيم كلها صحاح، وعرف من طريق اسرائيل سبب تحدث عائشة بذلك واستدراكها على من حدث عنها به على الاطلاق بقولها ولكنه كان أملككم لاربه فأشارت إلى أن الإباحة لمن يكون مالكاً لنفسه دون من لا يأمن من الوقوع فيما يحرم اهـ باختصار
(121) عن عائشىة رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي أنا عفان قال ثنا ابو عوانة ثنا سعد بن ابراهيم عن طلحة عن عائشة ـ الحديث (غريبه) (1) لقائل أن يقول غن الحديث السابق يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملك نفسه إذا قبل بخلاف غيره من الناس خصوصاً الشباب وعائشة كانت شابة حينئذٍ فلماذا كان يقبلها (فالجواب) أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يسترسل معها حتى يثير شهوتها، وإنما كان يفعل ذلك لبيان الجواز والله أعلم (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال ثنا هشام عن أبيه عن عائشة الحديث (3) قيل كان ضحكها تنبيهاً على أنها صاحبة القضية ليكون ابلغ في الثقة بجديتها، وقيل يحتمل ضحكها التعجب ممن خالف في هذا أو من نفسها حيث جاءت بمثل هذا الحديث الذي يستحى من ذكره، لا سيما حديث المرأة عن نفسها للرجال، لكنها اضطرت إلى ذكره لتبليغ الحديث فتعجبت من ضرورة الحال المضطرة لها إلى ذلك، وقيل ضحكت سروراً بمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم وبمنزلتها منه ومحبته لها، وقد روى ابن أبي

الصفحة 55