كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

(12) باب حكم من أصبح جنبا وهو صائم
(133) عن ابي هريرة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال اذا نودي للصلاة صلاة الصبح وأحدكم
__________
دليلنا على الجميع الأحاديث السابقة (يعني أحاديث الباب) (قال) واذا أكل الصائم او شرب أو جامع جاهلاً بتحريمه فإن كان قريب عهد باسلام أو نشأ ببادية بعيدة بحيث يخفى عليه كون هذا مفطر لم يفطر, لأنه لا يأثم فأشبه بالناسى الذي ثبت في النص, وان كان مخالطاً للمسلمين بحيث لا يخفى عليه تحريمه أفطر لنه مقصّر اهج (وفي أحاديث الباب ايضاً) دلالة على أن من اكل أو شرب ظاناً غروب الشمس فبان خلافع وجب عليه قضاء ذاك اليوم, وبه قال ابن عباس ومعاويةبن ابي سفيان وعطاء وسعيد بن جبير ومجاهد والزهرى والثورى, كذا حكاء ابن المنذر عنهم وبه قال (أبو حنيفة ومالك وأحمد وأبو ثور والجمهور) وقال اسحاق بن راهويهوداود صومه صحيح ولا قضاء عليه, وحكى ذلك عن عطاء وعروة ابن الزبير والحسن البصرى ومجاهد واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم "ان الله تعالى تجاوز لي عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه من حديث ابي ذر, و (طب. ك. هق) عن ابن عباس و (طب) عن ثوبان بأسانيد صحيحة؛ واحتج الجمهور بقوله تعالى"حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الى الليل" وهذا قد أكل في النهار (وبما رواه البيهقي) باسناده عن ابن مسعود أنه سئل عن رجل تسحر وهو يرى أن عليه ليلاً وقد طلع الفجر فقال "من أكل من أول النهار فليأكل من آخره" ومعنه فقد أفطر, وروى البيهقي معناه عن ابي سعيد الخدري (وبحديث هشام بن عروة) عن فاطمة بنت المنذر عن اسماء بنت أبى بكر الصديق رضي الله عنهما وهو آخر احاديث الباب (وبحديث خالد ابن أسلم) وما بعده من الأحاديث المذكورة في الزوائد (أما الأثر المروى عن زيد بن وهب) وفيه أن عمر قال"والله لا نقضيه وما تجانفنا اللإثم" ففيه خطأ ذكره البيهقي ورد عليه عقب ذكره في الزوائد, (وأجاب الجمهور) عن حديث"إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ" انه هنا محمول على رفع الإثم, فانه عام خص منه غرامات المتلفات وانتقاض الوضوء بخروج الحدث سهوا والصلاة بالحدث ناسياً وأشباه ذلك فيخص هنا بما ذكرناه والله أعلم, أفاده النووى ج
(133) عن ابي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله

الصفحة 65