كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

(138) عن عائشة رضي الله عنها أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا تدركني الصلاة وأنا ججنب وأنا اريد الصيام فأغتسل ثم أصوم (2) فقال الرجل إنا لسنا مثلك، فقد غفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (3)، فغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (4) وقال والله إني لأرجو (5) أن أكون أخشاكم لله عز وجل وأعلمكم بما أتقي (6)
(139) وعنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدركه الصبح وهو
__________
(138) عن عائشة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أبو المنذر ثنا اسماعيل بن عمر قال ثنا مالك يعني ابن أنس عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن أبي يوسف مولى عائشة عن عائشة أن رجلا ـ الحديث (غريبه) (1) رواية مالك في الموطأ أن رجلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف على الباب وأنا اسمع، ومثله لأبي داود بدون (وأنا أسمع) (ولفظ مسلم) أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه وهي تسمع من وراء الباب (2) أجابه صلى الله عليه وسلم بالفعل لأنه ابلغ مما لو قال اغتسل وصم، لكن اعتقد الرجل أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم لأن الله يحل لرسوله ما شاء، (3) أي ستر وحال بينك وبين الذنب فلا يقع منك ذنب أصلاً لأن المغفرة الستر، وهو إما بين العبد والذنب، وإما بين الذنب وعقوبته، فاللائق بالأنبياء الأول. وبأممهم الثاني فهو كناية عن العصمة (4) إنما غضب صلى الله عليه وسلم لاعتقاد الرجل الخصوصية بلا علم مع كونه أخبره بفعله صلى الله عليه وسلم جواباً لسؤاله، وذلك أقوى دليل على عدم الاختصاص، اشار إليه (إبن العربي) (5) بلام التوكيد تقوية للقسم، ورجاؤه صلى الله عليه وسلم محقق لا شك فيه (6) قال القاضي عياض فيه وجوب الاقتداء بأفعاله صلى الله عليه وسلم والوقوف عندها إلا ما ق 5 ام الدليل على اختصاصه به، وهو قول مالك وأكثر أصحابنا البغداديين وأكثر اصحاب الشافعي، وقال معظم الشافعية إنه مندوب. ووحملته طائفة على الإباحة، وقيد بعض أهل الأصول وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم بما كان من افعاله الدينية في محل القربة والله اعلم (تخريجه) (م. د. نس. خز. هق. طح)
(139) وعنها رضي الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

الصفحة 71