كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

قالوا يا رسول الله إنك تواصل، قال إني لست مثلكم، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني، قال فلم ينتهوا عن الوصال فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين وليلتين ثم رأوا الهلال (1) فقال النبقي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لو تأخر (2) الهلال لزدتكم كالمنكل بهم (3)
(151) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان (4) فواصل ناس من أصحابه فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لو مُدّ لي الشهر (5) لواصلت وصالاً يدع المتعمقون (6) تعمقهم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني
__________
(غريبه) (1) أي هلال شوال (2) يعني لو بقي من الشهر أكثر من ذلك لزدتكم في الوصال إلى أن تعجزوا عنه فتسألوا التخفيف عنكم بتركه (قال الحافظ) وهذا كما اشار عليهم أن يرجعوا من حصار الطائف فلم يعجبهم، فأمرهم بمباكرة القتال من الغد فأصابتهم جراح وشدة وأحبوا الرجوع فأصبح راجعاً بهم فأعجبهم ذلك اهـ (32) لفظ البخاري (كالتنكيل بهم) ولفظ مسلم (كالمنكل بهم) ووقع في رواية معمر عند المستملي (كالمنكر) بالراء وسكون النون من الأنكار، وللحموي (كالمنكى) بالياء التحتية الساكنة قبلها كاف مكسورة خفيفة، من الأنكاء، والأول أشهر وأكثر، والتنكيل من النكال وهو العقوبة التي تنكل الناس عن فعل جعلت له جزاء وقد نكل به تنكيلاً ونكل به إذا جعله عبرة لغيره (تخريجه) (ق. نس. قط) وغيرهم
(151) عن انس بن مالك (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال أنا ثابت عن أنس بن مالك ـ الحديث (غريبه) (4) في رواية عند مسلم في أول شهر رمضان قال القاضي عياض وهو وهم من الراوي، وصوابه في آخر شهر رمضان. وكذا رواه بعض رواة صحيح مسلم وهو الموافق للحديث الذي قبله ولباقي الأحاديث (5) أي تمادى كما في رواية عند مسلم، والمعنى لو بقي في الشهر مدة (6) هم المشددون في الأمور المجاوزون الحدود في قول أو فعل (تخريجه) (ق وغيرهما)

الصفحة 84