كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

.
__________
ابن سرور في عمدته عزا ذلك للبخاري فقط، فلعله وقع في عمدته الصغرى سبق قلم واغلله أعلم، وهذا الحديث لا يعارضه حديث أبي صالح عن ابي هريرة المروي عن ابن خزيمة من طريق عبيدة بن حميد عن الأعمش عنه بلفظ (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى السحر ففعل بعض أصحابه ذلك فنهاه الحديث) لأن المحفوظ في حديث أبي صالح اطلاق النهي عن الوصال بغير تقييد بالسحر، فرواية عبيدة هذه شاذة وقد خالفه أبو معاوية وهو أضبط أصحاب الأعمش فلم يذكر ذلك، وأخرجه الامام أحمد وغيره عن ابي معاوية وتابعه عبد الله ابن نمير عن الأعمش كما سبق. وعلى تقدير أن تكون رواية عبيدة محفوظة فقد أجمع ابن خزيمة بينهما باحتمال أن يكون نهي صلى الله عليه وسلم عن الوصال أولاً مطلقاً سواء جميع الليل أو بعضه، وعلى هذا يحمل حديث أبي صالح، ثم خص النهي بجميع الليل فأباح الوصال غلى السحر، وعلى هذا يحمل حديث أبي سعيد، وقيل يحمل النهي في حديث أبي صالح على كراهة التنزيه، وما زاد على السحر في حديث أبي سعيد على كراهة التحريم أفاده الحافظ (زوائد الباب) عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل يومين وليلة، فأتاه جبريل فقال إن الله عز وجل قد قبل وصالك. ولا يحل لأحد بعدك، وذلك لأن الله تبارك وتعالى يقول (ثم أتموا الصيام إلى الليل) فلا صيام بعد الليل. وأمرني بالوتر بعد الفجر (طس) عن عبد الله عن أبي ذر قال الهيثمي. ولم أعرف عبد الملك وبقية رجاله رجال الصحيح (وعن ابن عمر رضي الله عنهما) قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصال ثلاثة أيام. قالوا انك تواصل (قال إني أظل يطعمني الله ربي ويسقيني) (طب) وفيه سهل بن سنان النهرتيري، قال الهيثمي ولم أجد من ترجمه (وعن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم (يواصل من السحر إلى السحر) رواه الطبراني في الأوسط وهو حديث حسن (وعن سمرة بن جندب) رضي الله عنه قال (نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نواصل وليست بالعزيمة) (بز. طب) وإسناده ضعيف (وعن أبي المليح عن ابيه) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صوموا من وضح إلى وضح) (1) (بز. طب. طس) وفيه سالم بن عبد الله بن سالم، قال الهيثمي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله موثقون، أورد هذه الاحاديث الحافظ الهيثمي وتكلم عليها جرحا وتعديلا (الأحكام) أحاديث الباب فيها النهي عن الوصال وإباحته للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه من خصائصه، وفيها الترخيص بفعله لغيره صلى الله عليه وسلم إلى وقت السحر (أما كونه من خصائصه) صلى الله عليه وسلم فلما في أحاديث الباب من قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة (إنكم لستم في ذلك مثلي) وفي حديث ابن عمر (إني لست كأحدكم) وفي لفظ (إني لست مثلكم) وفي حديث أبي
__________
(1) الوضح، الضوء والبياض من كل شيء، كأنه يريد من الصبح، والله أعلم

الصفحة 86