كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 10)

(15) باب كفارة من جامع في نهار رمضان
(154) عن ابي هريرة رضي الله أن أعرابياً (1) جاء يلطم وجهه وينتف شعره ويقول ما أراني (2) إلا قد هلكت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أهلكك؟ قال اصبت أهلي في رمضان (3) قال أتستطيع أن تعتق رقبة؟ (4) قال لا، قال أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال لا، (5) قال أتستطيع
__________
(154) عن أبي هريرة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا محمد بن ابي حفصة عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ـ الحديث (غريبه) (1) قيل هذا الإعرابي هو سلمان، ويقال فيه سلمة بن صخر البياضي، رواه ابن ابي شيبة وابن الجارود، وبه حزم عبد الغني في المبهمات، وتعقب بأن سلمة هو المظاهر في رمضان وإنما أتى أهله ليلاً رأى خلخالها في القمر، ولكن روى ابن عبد البر في التمهيد عن سعيد بن المسيب أن الرجل الذي وقع على أهله في رمضان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو سلمان بن صخر أحد بني بياضة، قال ابن عبد البر أظن هذا وهماً، لأن المحفوظ أن سلمة أو سلمان إنما كان مظاهراً (قال الحافظ) ويحتمل أن قوله وقع على امرأته أي ليلاً بعد أن ظاهر فلا يكون وهماً، ويحتمل وقوع الأمرين له، قال وسبب ظنهم أنه المحترق (يعني الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول احترقت) أن ظهاره من امرأته كان في شهر رمضان وجامع ليلاً كما هو صريح حديثه، وأما المحترق فأعرابي جامع نهاراً فتغايرا، نعم اشتركا في قدر الكفارة وفي الاتيان بالنمر وفي الأعطاء، وفي قول كل منهما على أفقر منا، ولكن لا يلزم من ذلك اتحادهما اهـ (وقوله يلطم وجهه وينتف شعره) زاد الدارقطني ويحثي على رأسه التراب، والظاهر أن هذه الواقعة كانت قبل النهي عن لطم الخدود وحلق الشعر عند المصيبة، او كانت بعده ولم يبلغ الرجل هذا الحكم والله أعلم (2) بضم الهمزة، أي ما أظنني إلا قد هلكت، وفي بعض طرق هذا الحديث عند الدارقطني أنه قال يا رسول الله هلكت وأهلكت أي فعلت ما هو سبباً لهلاكي وهلاك غيري، أو هو زوجته التي وطئها، لكن زيادة وأهلكت حكم البيهقي وشيخه الحاكم بأنها باطلة وغلط ممن قالها كما ذكره الحافظ (3) في رواية عائشة وطئت امرأتي وأنا صائم (4) في رواية عند البخاري هل تجد رقبة تعتقها؟ أي تقدر، فالمراد الوجود الشرعي ليدخل فيه القدرة بالشراء ونحوه، ويخرج عند مالك الرقبة المحتاج اليها بطريق معتبر شرعاً (5) في رواية عند البزار (وهل لقيت ما لقيت إلا من الصيام)

الصفحة 89