كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[سبب مشروعية الرمَل في طواف القدوم]-
(6) باب ما رواه أبو الطفيل عن ابن عباس رضى الله عنهما فى أسباب بعض أعمال الحج
(70) حدّثنا عبد الله حدَّثنى أبى ثنا سريج ويونس قالا ثنا حمَّاد يعنى ابن سلمة عن أبى عاصم الغنويِّ عن أبى الطُّفيل قال قلت لابن عباسٍ يزعم قومك أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رمل بالبيت وأنَّ ذلك سنَّة، قال صدقوا او كذبوا قلت وما صدقوا وكذبوا؟ قال صدقوا. رمل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالبيت، وكذبوا. ليس بسنَّةٍ إنَّ قريشًا قالت زمن الحديبية دعوا محمَّدًا وأصحابه حتَّى يموتوا موت النَّغف فلمَّا صالحوه على أن يقدموا من العام المقبل ويقيموا بمكَّة ثلاثة أيام، فقدم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم والمشركون من قبل قعيقان فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه ارملوا بالبيت ثلاثًا وليس بسنَّةٍ،
__________
مسجد قباء لأنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيه راكبًا وماشيًا ولم يفعل ذلك فى تلك الأمكنة، فرحم الله الأمام مالك فقد بنى مذهبه على سد الذرائع، وهذا أسلم والله أعلم
(70) حدّثنا عبد الله (غريبه) (1) قال المنذرى أبو الطفيل هو عامر ابن واثلة، وهو آخر من مات من الصحابة رضى الله عنهم وأبو عاصم الغنوى لا يعرف اسمه (2) يعنى فى طواف القدوم، وتقدم معنى الرمل (3) يعنى صدقوا فى أن النبى صلى الله عليه وسلم فعله وكذبوا فى قولهم إنه سنة مقصودة متأكدة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يجعله سنة مطلوبة دائما على تكرار السنين، وإنما أمر به تلك السنة لأظهار القوة عند الكفار، وقد زال ذلك المعنى، هذا معنى كلام ابن عباس (4) قال النووى رحمه الله هذا الذى قاله (يعنى ابن عباس) رضى الله عنهما من كون الرمل ليس سنة مقصودة هو مذهبه، وخالفه جميع العلماء من الصحابة والتابعين وأتباعهم، ومن بعدهم فقالوا هو سنة فى الطوفات الثلاث من السبع، فان تركه فقد ترك سنة وفاتته فضيلة، ويصح طوافه ولا دم عليه اهـ (5) بفتح النون والغين المعجمة وفاء، دود يكون فى أنوف الأبل والغنم، واحدتها نغفة يقال للرجل إذا استحقر واستضعف ما هو إلا نغفة، يعنى أنهم قالوا ذلك احتقارًا للنبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأنهم كانوا إذ ذاك قليلوا العدد والعدد، ولم يعلموا أن الله عز وجل ناصر نبيه صلى الله عليه وسلم (6) بصيغة التصغير جبل مشرف على الحرم من جهة الغرب (وفى رواية أخرى) للأمام أحمد "والمشركون على جبل

الصفحة 100