كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[كلام العلماء في استحباب الركعتين قبل الأحرام وأن الأحرام من الميقات أفضل من دويرة أهله]-
(3) باب ما يصنع من أراد الاحرام من الغسل والطيب
(83) عن عائشة رضى الله عنها قالت كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا أراد أن يحرم غسل رأسه بحطمىّ وأشنان ودهنه بشئٍ من زيت غير كثير
__________
القاضي عياض وغير عن الحسن البصرى أنه استحب كونهما بعد صلاة فرض, قال لأنه روى أن هاتين الركعتين كانتا بعد صلاة الصبح (قال النووى) والصواب ما قاله الجمهور وهو ظاهر الحديث (قال أصحابنا) وغيرهم من العلماء وهذه الصلاة سنة لو تركها فاتته الفضيلة ولا إثم عليه ولا دم اهـ (وفى أحاديث الباب أيضا) دلالة على أن ميقات أهل المدنية من عند مسجد ذى الحليفة ولا يجوز لهم تأخير الأحرام إلى البيداء, وبهذا قال جميع العلماء (وفيها) أن الأحرام من الميقات أفضل من دويرة أهله لأنه صلى الله عليه وسلم ترك الأحرام من مسجده مع كمال شرفه (قال النووى) فان قبل إنما أحرم من الميقات لبيان الجواز, قلنا هذا غلط لوجهين (أحدهما) أن البيان قد حصل بالأحاديث الصحيحة فى بيان المواقيت (والثانى) أن فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم انما يحمل على بيان الجواز فى شئ يتكرر فعله كثيرا فيفعله مرة أو مرات على الوجه الجائز لبيان الجواز ويواظب غالبا على فعله على أكمل وجوهه, وذلك كالوضوء مرة ومرتين وثلاثًا كله ثابت, والكثير أنه صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثلا, وأما الأحرام بالحج فلم يتكرر, وانما جرى منه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم مرة واحدة فلا يفعله غلا على أكمل وجوهه. والله أعلم اهـ
(83) عن عائشة رضى الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زكريا ابن عدى قال انا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عروة عن عائشة -الحديث" (غريبه) (1) بكسر الخاء المعجمة وفتحها وكسر الميم بينهما طاء مهملة ساكنة, نبات كالسدر يغسل به الرأس وغيره, وقد ذكر له صاحب القاموس خواص: فقال نبات محلّل منضّج مليّن نافع لعسر البول والحصاة والنَّسا وقرحة الأمعاء والارتعاش ونضج الجراحات وتسكين الوجع ومع الخل للبهق ووجع الأسنان مضمضة ونهش الهوام وحرق النار, وخلط برزه بالماء أو سحيق أصله يجمّدانه, ولعابه المستخرج بالماء الحار ينفع المرأة العقيم والمقعد اهـ (والأشنان) يضم الهمزة وكسرها وسكون الشين المعجمة يغسل به أيضا, قال فى القاموس الأشنان بالضم والكسر معروف نافع للجرب والحكة جلاء. منق مدر للطمث مسقط للأجنة (تخريجه) (قط) وأورده الهيثمى بلفظه, وقال رواه البزار والطبرانى فى الأوسط باختصار وإسناد البزار حسن

الصفحة 123