كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[حجة القائلين باستحباب الطيب لمريد الأحرام قبل إحرامه]-
في رأس رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو محرم (وعنها من طريقٍ ثانٍ) قالت كأنِّى أنظر إلى وبيص الطِّيب فى مفرق رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم (وفى لفظ فى مفارقه) وهو يلبيِّ
(87) وعنها أيضًا رضى الله عنها أنهنَّ كنَّ يخرجن مع رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم عليهنَّ الضِّماد قد أضمدن قبل أن يحرمن
__________
آخره صاد مهملة وهو البريق واللمعان, والمراد أثر الطيب لا جرمه, وقال الأسماعيلى الوبيص زيادة على البريق, والمراد به التلألؤ, وهو يدل على وجود عين قائمة لا الريح فقط اهـ. وإنما قالت كأني أنظر لأنها أرادت بذلك قوة تحققها لذلك بحيث أنها لشدة استحضارها له كأنها ناظرة اليه (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا إبراهيم ابن أبى العباس قال ثنا شريك عن أبى اسحاق عن الأسود عن عائشة قالت كأنى أنظر الخ (2) بفتح الميم وكسر الراء وهو المكان الذى يفترق فيه الشعر فى وسط الرأس "وفى لفظ فى مفارقه" بالجمع وإنما جمع تعميما لجوانب الرأس التى يفرق فيها (وقال الجوهرى) قولهم للمفرق مفارق كأنهم جعلوا كل موضع منه مفرقا (وقولها وهو يلبى) الواو فيه للحال أى والحال انه يلبى, وفيه دلالة على أن أثر الطيب بعد الأحرام لا يضر والله تعالى أعلم (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(87) وعنها أيضا رضى الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد ابن عبد الله بن الزبير قال ثنا عمر بن سويد قال سمعت عائشة ابنة طلحة تذكر وذكر عندها المحرم يتطيب فذكرت عن عائشة أم المؤمنين أنهن كن يخرجن- الحديث" (غريبه) (3) أى الى مكة فى حجة الوداع تعنى نفسها وسائر أزواج النبى صلى الله عليه وسلم (4) أصل الضماد الخرقة يشد بها العضو الجريح, ثم قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره وان لم يشد, ثم استعير لكل شئ بوضع على الجسد من دواء وطيب وغيره, والمراد هنا الطيب (وقولها قد أضمدن) أى قد وضعن الطيب على جباههن قبل أن يحرمهن, وقد جاء عند أبى داود واضحا لفظ "كنا نخرج مع النبى صلى الله عليه وسلم الى مكة فنضمد جباهنا بالمسك المطيب عند الأحرام, فاذا عرقت اجدانا سال على وجهها فيراه النبى صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا" (ومعنى نضمد) أى نلطخ (السك) بضم السين المهملة طيب معروف يضاف الى غيره من الطيب ويستعمل, كن يضعنه قبل الأحرام فيبقى موجودًا بعد الأحرام يسيل مع العرق فلا ينهاهن عنه

الصفحة 125