كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[مذهب عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما كراهة أثر الطيب للمحرم]-
ثمَّ يغتسلن وهو عليهنَّ يعرقن ويغتسلن لا ينهاهن عنه
(88) عن سليمان بن يسار أنَّ عمر بن الخطَّاب رضى الله عنه وجد ريح طيب بذي الحليفة فقال ممَّن هذه الرِّيح؟ فقال معاوية منيِّ يا أمير المؤمنين، فقال منك لعمرى فقال طيبَّتنى أمُّ حبيبة وزعمت أنها طيَّبت رسول اله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم عند إحرامه، فقال أذهب فأقسم عليها لما غسلته فرجع إليها فغسلته
(89) عن إبراهيم بن محمَّد بن المنتشر عن أبيه أنَّه سأل ابن عمر عن الرجل يتطيَّب عند إحرامه؟ فقال لأن أطَّلى بقطران أحبُّ إلي من أن
__________
(1) أي غسل الإحرام بعد تلطخهن بالطيب, ويستفاد منه استحباب الغسل للاحرام وأن أثر الطيب لا يضر بعده (2) بفتح الراء من باب تعب, أى فيسيل مع العرق كما فى رواية أبى داود (وقولها ويغسلن) أى وجوههن للوضوء ونحوه فيسيل معه فلا ينهاهن, وما ذلك إلا لكونه مباحا, وفى ذلك خلاف سيأتى فى الأحكام (تخريجه) (د. ش) وسنده جيد
(88) عن سليمان بن يسار (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا أبو كامل ثنا حماد يعنى ابن سلمة عن يحيى بن أبى إسحاق عن سليمان بن يسار- الحديث" (غريبه) (3) الظاهر أن ذلك كان فى حجة أو عمرة اعتمرها عمر رضى الله عنه فى رجب سنة 17 من الهجرة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم (4) فى الموطأ "منك لعمر الله" وإنما أقسم عمر أن الطيب من معاوية لأنه كان يحب الرفاهية, وكان عمر رضى الله عنه يسميه كسرى العرب (5) يعنى زوج النبى صلى الله عليه وسلم بنت أبى سفيان وأخت معاوية واسمها رملة, ولكنها مشهورة بكنيتها (6) إنما أمره عمر بغسله وأكد عليه, لأنه كان يكره الطيب للمحرم ووافقه آخرون, وسيأتى الكلام على ذلك فى الأحكام (تخريجه) (لك. عب) وسنده جيد
(89) عن ابراهيم بن محمد (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد ابن جعفر ثنا شعبة عن ابراهيم بن محمد- الحديث" (غريبه) (7) بتشديد الطاء يقال طليته بكذا أى لطخته وأطليت افتعلت منه إذا فعلته بنفسك فالتشديد هنا أظهر وإن خففت تقدر المفعول أى نفسى (والقطران) بفتح فكسر معروف واللام في لأن أطلى

الصفحة 126