كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[يجوز للحائض والنفساء فعل كل أفعال الحج وأقواله إلا الطواف بالبيت]-
فدخل علي رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وأنا أبكى، فقال ما يبكيك؟ قلت وددت أنِّى لم أخرج العام، قال لعلَّك نفست يعنى حضت، قالت قلت نعم، قال إنَّ هذا شيء كتبه الله على بنات آدم فافعلى ما يفعل الحاجُّ غير أن لا تطوفى بالبيت حتَّى تطهرى الحديث (ومن طريقٍ ثانٍ عن عروة عن عائشة بنحوه وفيه) فحضت قبل أن أدخل مكَّة فأدركنى يوم عرفة وأنا حائض فشكوت ذلك إلى رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فقال دعى عمرتك وانقضى رأسك وامتشطى واغتسلى وأهلىِّ بالحجِّ ففعلت الحديث
__________
بفتح أوله وكسر ثانيه أى حضت, يقال طمثت المرأة تطمث بكسر الميم طمثا بسكونها إذا حاضت فهي طامث؛ وطمثت بفتح الميم إذا دميت بالافتضاد, والطمث الدم والنكاح (نه) (1) هو بفتح النون وضمها لغتان مشهورتان, الفتح أنصح والفاء مكسورة فيهما, وأما النفاس الذى هو الولادة فيقال فيه نفثت بالضم لا غير (2) هذا تسلية لها وتخفيف لهما ومعناه أنك لست مختصة به. بل كل بنات آدم يكون منهن هذا كما يكون منهن ومن الرجال البول والغائط وغيرهما, واستدل البخارى فى صحيحه فى كتاب الحيض بعموم هذا الحديث على أن الحيض كان فى جميع بنات آدم. وأنكر به على من قال إن الحيض أول ما أرسل ووقع فى بنى اسرائيل (3) معناه أصنعى كل شئ يصنعه الحاج من أفعال الحج, وأقواله وهيآته إلا الطواف وركعتيه, فيصح الوقوف بعرفات وغيره كما تقدم (4) (سنده حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى بن سعيد ثنا هشام قال يحيى أملاه علىَّ هشام قال أخبرنى أبى قال أخبرتنى عائشة- الحديث" (5) قال النووى ليس معناه إبطالها بالكلية والخروج منها "فان العمرة والحج لا يصح الخروج منهما بعد الأحرام بنية الخروج, وانما يخرج منهما بالتحلل بعد فراغهما" بل معناه ارفضى العمل فيها واتمام أفعالها التى هى الطواف والسعى وتقصير شعر الرأس, فأمرها صلى الله عليه وسلم بالأعراض عن أفعال العمرة وأن تحرم بالحج فتصير قارنة وتقف بعرفات وتفعل المناسك كلها الا الطواف فتؤخره حتى تطهر وكذلك فعلت (6) قال الخطابى استشكل بعض أهل العلم أمره لها بنقض رأسها ثم بالامتشاط, وكان الشافى يتأوله على أنه أمرها أن تدع العمرة وتدخل عليها الحج فتصير قارنة, قال وهذا لا يشاكل القصة, وقيل إن مذهبها أن المعتمر غذا دخل مكة استباح ما يستبيحه الحاج

الصفحة 129