كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[جواز تعليق الأحرام بالحج على احرام رجل آخر]-
(4) باب من أحرم مطلقا أو قال أحرمت بما احرم بـ فلان
(98) عن أبى موسى الأشعريِّ رضى الله عنه قال بعثنى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أرض قومى فلمَّا حضر الحجُّ حجَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وحججت فقدمت عليه وهو نازل بالأبطح فقال لى بم أهللت يا عبد الله بن قيس؟ قال قلت لبيَّك بحجٍّ كحجٍِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال أحسنت ثمَّ قال هل سقت هديًا؟ فقلت ما فعلت، فقال لى اذهب فطف بالبيت وبين الصَّفا والمروة
__________
في صحيحي البخارى ومسلم وسنن أبى داود والترمذى والنسائى وسائر كتب الحديث المعتمدة من طرق متعددة بأسانيد كثيرة عن جماعة من الصحابة, وفيما ذكره مسلم من تنويع طرقه أبلغ كفاية, قال وفى هذا الحديث ذليل على أن المرض لا يبيح التحلل اذا لم يكن اشتراط فى حال الأحرام والله أعلم اهـ
(98) عن أبى موسى (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنا الثورى عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبى موسى الأشعرى-الحديث" (غريبه) (1) يعنى إلى اليمن, ولفظ البخارى "بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم باليمن" قيل كان بعثه صلى الله عليه وسلم إياه إلى اليمن فى السنة العاشرة من الهجرة قبل حجة الوداع؛ (وعن أبى بردة) قال بعث النبى صلى الله عيله وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل رضى الله عنهما الى اليمن وبعث كل واحد منهما على مخلاف, قال واليمن مخلافان, والمخلاف بكسر الميم فى اليمن كان كالرستاق فى العراق وجمعه مخاليف (2) لفظ البخارى "وهو بالبطحاء" والواو فى (وهو) للحال "والأبطح أو البطحاء" يعنى بطحاء مكة وهو المحصب, هو فى الأصل مسيل واديها, وحدُّه من الحجون ذاهبًا إلى منى (3) هو اسم أبى موسى رضى الله عنه (4) استحسان النبى صلى الله عليه وسلم فعل أبى موسى دليل على جوازه "وقوله اذهب فطف بالبيت وبين الصفا والمروة ثم احلل" معناه أنه صار كالنبى صلى الله عليه وسلم وتكون وظيفته أن يفسخ حجته الى عمرة فيأتى بأفعالها, وهى الطواف والسعى والحلق, فاذا فعل ذلك صار حلالا وتمت عمرته, وإنما لم يذكر الحلق هنا, لأنه كان مشهورا عندهم, ويحتمل أنه داخل في قوله واحلل

الصفحة 138