كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[حجة القائلين بالتخيير في الأحرام بين الحج مفردا وبين التمتع بالعمرة أوَّلاً]-
مكان عمرتها فقضي الله عزّ َوجلَّ حجَّها وعمرتها ولم يكن في شئٍ من ذلك هدي ولا صوم ولا صدقة
(101) عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قالت خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم حتَّى إذا كنَّا بذى الحليفة قال من أراد منكم أن يهلَّ بالحجِّ فلبهلَّ ومن أراد منكم أن يهلَّ بعمرةٍ فليهلَّ
__________
التي بعد أيام التشريق, وسميت بذلك لأنهم نفروا من منى فنزلوا فى المحصب وباتوا به "وقوله فاردفها" فيه انتقال من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب فى حكايته عن عائشة, ويحتمل أن يكون قوله فأردفها الخ الحديث مدرجا من كلام عروة, وقد جاء فى رواية لمسلم بلفظ "فلما كانت ليلة الحصبة وقد قضى الله حجنا أرسل معى عبد الرحمن بن أبى بكر فأردفنى وخرج بى إلى التنعيم فأهللت بعمرة فقضى الله حجنا وعمرتنا, ولم يكن فى ذلك هذى ولا صدقة ولا صوم (ولمسلم أيضا) فى رواية أخرى بعد هذه ساق فيها الحديث بنحو ما تقدم وقال فيه قال عروة فى ذلك انه قضى الله حجها وعمرتها قال هشام ولم يكن فى ذلك هدى ولا صيام ولا صدقة (قال النووى) وهذا اللفظ وهو قوله ولم يكن فى ذلك هى ولا ولا صدقة ولا صوم" ظاهره فى الرواية الأولى أنه من كلام عائشة, ولكن صرح فى الرواية التى بعدها بأنه من كلام هشام بن عروة, فيحمل الأول عليه ويكون الأول فى المعنى المدرج اهـ. والله أعلم (1) أى مكان عمرتها التى لم تتمها مستقلة كما فعل غيرها ممن أهلوا بالعمرة مثلها ولم يكن لهم عذر كعذرها (2) قال النووي وهذا محمول على إخبارهما عن نفسها, أى لم يكن علىّ فى ذلك هدى ولا صوك ولا صدقة, ثم انه مشكل من حيث أنها كانت قارنة, والقارن يلزمه الدم وكذلك المتمتع, ويمكن أن يتأول هذا على أن المراد لم يجب علىّ دم ارتكاب شئ من محظورات الأحرام كالطيب وستر الوجه وقتل الصيد وإزالة شعر وظفر وغير ذلك؛ أى لم أرتكب محظورا فيجب بسببه هدى أو صدقة أو صوم, هذا هو المختار فى تأويله اهـ (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(101) عن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يونس قال ثنا عمران بن يزيد حدثنا منصور عن أمه عن أسماء-الحديث" (غريبه) (3) أى من أراد أن ينوى الأحرام بحج مفرد فليفعل, ومن أراد أن يحرم بعمرة فقط فليفعل, ففيه التخبير بين الافراد والتمتع, فالافراد هو الأهلال بالحج وحده

الصفحة 142