كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[حجة القائلين بأن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بالحج مفرداً]-
فلمَّا قدم طاف بالبيت وبين الصَّفا والمروة ولم يقصِّر ولم يحلَّ من أجل الهدى وأمر من لم يكن ساق الهدى أن يطوف وأن يسعى ويقصِّر أو يحلق ثم يحلَّ
(104) عن عائشة رضى الله عنها أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمر النَّاس عام حجَّة الوداع، فقال من أحبَّ أن يبدأ منكم بعمرةٍ قبل الحجَّ فليفعل، وأفرد رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم الحجَّ ولم يعتمر
(105) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال أهللنا أصحاب النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالحجِّ خالصًا ليس معه غيره خالصًا وحده، فقدمنا مكَّة صبح رابعة مضت من ذي الحجَّة فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم حلُّوا واجعلوها عمرةً - الحديث
__________
يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عباس- الحديث" (غريبه) (1) يعنى مكة (2) فيه أن من ساق الهدى لا يتحلل من عمل العمرة حتى يهل بالحج ويفرغ ويكون طوافه وسعيه واحدا لحجه وعمرته, وفيه أنه لا يحل حتى ينحر هديه وهو قول الأمامين (أبى حنيفة وأحمد) رحمهما الله, وفيه دلالة على انه صلى الله عليه وسلم كان قارنا (3) أى ثم يستأنف الأحرام بالحج يوم التروية كما فعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين لم يسوقوا الهدى (تخريجه) (د) قال المنذرى فى اسناده يزيد بن أبى زياد أبو عبد الله الكوفى تكلم فيه غير واحد, وأخرج له مسلم فى الشواهد
(104) عن عائشة (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن علقمة بن أبى علقمة عن أمه عن عائشة- الحديث" (غريبه) (4) أى لم يعتمر عمرة مستقلة وإنما أهل بالعمرة بعد الحج فصار قارنا لما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يلبى بهما جميعا, وسيأتي ذلك فى باب القران الآتى بعد هذا (تخريجه) (م. والأربعة)
(105) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل أنا ابن جريج عن عطاء قال قال جابر بن عبد الله رضى الله عنهما أهللنا- الحديث" (غريبه) (5) أى لا يخالطه شئ من العمرة ولا القران, ثم أكذ ذلك بقوله خالصا وحده (6) بكسر الحاء المهملة ويجوز فتحها والكسر أفصح (7) الحديث له بقية وإنما اقتصرنا فى المتن على هذا المقدار لمناسبة الترجمة وبقيته "فبلغه أنا نقول لماَّ لم يكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نحل فيروح الى منى ناس منا ومذاكيرنا تقطرمنيا, فخطبنا فقال

الصفحة 145