كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[حجة القائلين بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارناً في حجة]-
رضي الله عنه إنِّى أحدِّثك حديثًا عسى الله عزَّ وجلَّ أن ينفعك به إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم قد جمع بين حجٍّ وعمرةٍ ثمَّ لم ينه عنه حتَّى مات ولم ينزل قرآن فيه يحرِّمه، وإنَّه كان يسلَّم علَّى فلمَّا اكتويت أمسك عنِّي فلمَّا تركته عاد إلىَّ
(110) عن عكرمة بن عمَّار عن الهرماس بن زيادٍ رضي الله عنه قال كنت ردف أبى فرأيت رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم
__________
سبع من الهجرة وغزا مع النبى صلى الله عليه وسلم غزوات، وبعثه عمر بن الخطاب الى البصرة ليفقه أهلها وكان قاضيها، استقضاه عبد الله بن عامر أياما ثم استعفاه فأعفاه، توفى سنة ثنتين وخمسين، وكان الحسن البصرى يحلف بالله تعالى ما قدم البصرة راكب خير لهم من عمران، وكان مجاب الدعوة، وله مناقب كثيرة ستأتى فى كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (1) أى إذا علمته وعلَمته الناس (ولمسلم الأمام أحمد) وسيأتى فى كتاب المناقب عن مطر ف "قال بعث الىَ عمران بن حصين فى مرضه الذى توفى فيه، فقال إنى كنت محدثك بأحاديث لعل الله أن ينفعك بها بعدى فان عشت فاكتم عنى، وإن مت فحدث بها إن شئت، وإنه قد سلم على، وواعلم أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قد جمع بين حج وعمرة ثم لم ينزل فيها كتاب الله ولم ينه عنها نبى الله صلى الله عليه وسلم قال رجل فينها برأيه ما شاء، يشير الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث نهى عن المتعة، وسيأتى فى الكلام على ذلك فى باب التمتع بالعمرة الى الحج (2) بضم أوله وفت اللام مشددة، والمعنى أن عمران بن الحصين رضى الله عنه كانت به بواسير فكان يصبر على المهمات، وكانت الملائكة تسلم عليه، وكان يراهم عيانًا فاكتوى فانقطع سلامهم عليه، ثم ترك الكى فعاد سلامهم عليه، ولذلك قال مطرف، فان عشت فاكتم عنى أى لا تخبر أحدًا بأن الملائكة تسلم علي لأنه كره أن يشاع عنه ذلك فى حياته لما فيه من التعرض للفتنه بخلاف ما بعد الموت، ولذلك قال له "وإن مت فحدث بها إن شئت" رضى الله عنه (3) يعنى تسليم الملائكة لأنه فعل شيئا يشبه أن ينافى التوكل بالنسبة لدرجته هو وقوة إيمانه، وهذا لا ينافى استحباب التداوى لمن كان ضعيف الأيمان أو لا يصبر على المرض (وقوله فلما تركته) أى ترك التداوى بالاكتواء (عاد الى) يعنى تسليم الملائكة (تخريجه) (م. نس. هق) ورواه البخارى مختصرًا
(110) عن عكرمة بن عمار (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

الصفحة 148