كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[مخالفة علي لعثمان رضي الله عنهما - وتلبيته بالحج والعمرة معاً]-
رأى ذلك علي رضى الله عنه أهلَّ بهما فقال لبَّيك بعمرةٍ وحجٍ معًا، فقال عثمان رضي الله عنه ترانى أنهي النَّاس عنه وأنت تفعله؟ قال لم أكن أدع سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لقول أحدٍ من النَّاس (وعنه من طريقٍ ثانٍ) قال كنَّا نسير مع عثمان رضى الله عنه فإذا رجل يلبىِّ بهما جميعًا فقال عثمان رضى الله عنه من هذا؟ فقالوا علىّ، فقا لألم تعلم أنِّى نهيت عن هذا؟ قال بلى، ولكن لم أكن لأدع قول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لقولك
(115) عن عبد الله بن الزُّبير رضى الله عنهما قال والله إنَّا لمع
__________
للعطف، فيكون النهى واقعًا على التمتع والقران (1) أى فلما رأى على رضى الله عنه النهى الواقع من عثمان على المتعة والقران (أهل بهما) أى بالحج والعمرة حال كونه قائلا "لبيك بعمرة وحج معا" وإنما فعل ذلك خشية أن يحمل الناس النهى على التحريم فأشاع ذلك، ولم يخف على عثمان أن التمتع والقران جائزان، وإنما نهى عنهما ليعمل بالأفضل كما وقع لعمر، فكل مجتهد مأجور، ولا يقال إن هذه الواقعة دليل لمسألة اتفاق أهل العصر الثانى بعد اختلاف أهل العصر الأول وإن ذكره ابن الحاجب وغيره، لأن نهى عثمان عنه ان كان المراد به الأعمار فى أشهر الحج قبل الحج فلم يستقر الأجماع عليه، لأن الحنفية يخالفون فيه، وإن كان المراد به سخ الحج إلى العمرة فكذلك، لأن الحنابلة يخالفون فيه، على أن الظاهر كما مر أن عثمان ما كان عليه يبطله، وإنما كان يرى الأفراد أفضل منه، وفى رواية النسائى ما يشعر بأن عثمان رجع عن النهى ولفظه "نهى عثمان عن التمتع فلى على وأصحابه بالعمرة فلم ينههم عثمان، فقال له على ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع؟ قال بلى" أفاده الحافظ (قلت) وسيأتى فى حديث عبد الله بن الزبير أن عثمان اعتذر لعلى بأصرح من هذا. فقال "اني لم أنه عنها (يعنى نهى تحريم بل نهى تنزيه) إنما كان رأيا أشرت به فمن شاء أخذ به ومن شاء ترك" (2) معناه أنه مجتهد لا يجوز عليه أن يقلد مجتهدًا آخر لاسيما مع وجود السنة والله أعلم (3) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا الأعمش عن مسلم البطين عن على بن الحسين عن مروان بن الحكم قال كنا نسير الحديث (4) أى بالحج والعمرة (تخريجه) (ق. وغيرهما)
(115) عن عبد الله بن الزبير (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا

الصفحة 152