كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[رأي سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه جواز العمرة في أشهر الحج]-
عن المتعة قال فعلناها وهذا كافر بالعرش يعنى معاوية
(123) عن مالك بن أنسٍ عن ابن شهاب عن محمَّد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطَّلب أنَّه حدَّثه أنه سمع سعد بن أبى وقَّاص والضَّحَّاك بن قيس رضى الله عنهما عام حجِّ معاوية بن أبى
سفيان وهما
__________
المازني (1) بضم العين والراء هى بيوت مكة كما فسرت بذلك فى رواية عند مسلم (قال أبو عبيد) سميت بيوت مكة عرشا لأنها عيدان تنصب وتظلل، قال ويقال لها أيضا عروش بالراء واحدها عرش كفلس وفلوس، ومن قال عرش فواحدها عريش كقليب وقلب (قال النووى) وفى حديث آخر أن عمر رضى الله عنه كان إذا نظر إلى عروش مكة قطع التلبية وقال واما قوله {وهذا يومئذ كافر بالعرش} فالأشارة بهذا الى معاوية بن أبى سفيان وفى المراد بالكفر هنا وجهان (أحدهما) ما قاله المازرى وغيره المراد وهو مقيم فى بيوت مكة، قال ثعلب يقال اكتفر الرجل إذا لزم الكفور وهى القرى، وفى الأثر عن عمر رضى الله عنه "أهل الكفور هم أهل القبور" يعنى القرى البعيدة عن الأمصار وعن العلماء (والوجه الثانى) المراد الكفر بالله تعالى، والمراج أنا تمتعنا ومعاوية يومئذ كافر على دين الجاهلية مقيم بمكة، وهذا اختيار القاضى عياض وغيره وهو الصحيح المختار، والمراد بالمتعة العمرة التى كانت سنة سبع من الهجرة وهى عمرة القضاء وكان معاوية يومئذ كافر، وإنما أسلم بعد ذلك عامالفتح سنة ثمان، وقيل إنه أسلم بعد عمرة القضاء سنة سبع. والصحيح الأول، وأما غير هذه العمرة من عمر النبى صلى الله عليه وسلم فلم يكن معاوية كافرا ولا مقيما بمكة بل كان معه النبى صلى الله عليه وسلم (قال القاضى عياض) وقال له بعضهم كافر بالعرش بفتح العين واسكان الراء، المراد عرش الرحمن قال القاضى هذا تصحيف، وفى هذا الحديث جواز المتعة فى الحج اهـ (تخريجه) (م. وغيره)
(123) عن مالك بن أنس (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى قال قرأت على عبد الرحمن عن مالك قال أبى وحدثنا عبد الرواق أنبأنا مالك بن أنس- الحديث" (غربيه) (2) سعد بن أبى وقاص صحابى معلوم ومشهور (والضحاك بن قيس) يعنى ابن خالد بن وهب الفهرى الأمير المشهور صحابى أيضا، وقتل فى موقعة مرج راهط سنة 55 على الصحيح (3) كان أول حجة حجها بعد الخلافة سنة أربع وأربعين، وآخر حجة حجها سنة سبع وخمسين، ذكره ابن جرير، والمراد الأولى، لأن سعدا مات سنة خمس وخمسين

الصفحة 159