كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[بيان السبب في نهى عمر بن الخطاب رضى الله عنه عن المتعة فى أشهر الحج]-
فقال عمر رضى الله عنه قد علمت أنَّ النبَّيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قد فعله وأصحابه، ولكنىِّ كرهت أن يظلوُّا بهنَّ معرسين في الأراك ثمَّ يرحون بالحجِّ تقطر رءوسهم (وعنه من طريقٍ ثانٍ) عن أبى بردة عن أبى موسي (الأشعرىِّ رضى الله عنه) أنَّ عمر رضي الله عنه قال هى سنَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يعنى المتعة، ولكنىِّ أخشى أن يعرسوا بهنَّ تحت الأراك ثمَّ يرحوا بهنَّ حجَّاجًا
(126) عن سالم بن عبد الله بن عمر قال كان ابن عمر رضى الله عنهما يفتى بالَّذي أنزل الله عزَّ وجلَّ من الرُّخصة بالتَّمتُّع وسنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيه، فيقول ناس لابن عمر كيف تخالف أباك وقد نهى عن ذلك؟ فيقول لهم عبد الله ويلكم. ألا تتقون الله، إن كان عمر نهي عن ذلك فيبتغى فيه الخير،
__________
(1) هو بإسكان العين وتخفيف الراء، والضمير فى بهن يعود إلى النساء للعلم بهن وإن لم يذكرون، يقال أعرس الرجل فهو معرس إذا دخل بأمرأته عند بنائها، وأراد هنا الوط، فسماه إعراسا لأنه من توابع الأعراس ولا يقال فيه عرس، والتعريس نزول المسافر آخر الليل نزلة للنوم والاستراحة، يقال منه عرس يعرس تعريسا "الأراك" بفتح الهمزة شجر معروف بأرض الحجاز، له حمل كعناقيد العنب. واسمه الكباث بفتح الكاف، وإذا نضج يسمى المرد بفتح الميم وسكون الراء والمعنى أن عمر رضى الله عنه كره التمتع لأنه يقضى التحلل ووطء النساء إلى حين الخروج إلى عرفات، فبين العلة التى لأجلها كره التمتع، وكان من رأيه عدم الترفه للحاج بكل طريق. فكرة قرب عهدهم بالنساء لئلا يستمر البلل إلى ذلك بخلاف من بعد عهده به، ومن يتفعلم ينفطم (2) (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق قال وأخبرنى هشيم عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم بن عتيبة عن عمارة عن أبى بردة- الحديث" (تخريجه) (م. نس. جه. هق. وغيرهم)
(126) عن سالم بن عبد الله بن عمر (سنده) حدثنا عبد الله حدثنى أبى حدثنا روح ثنا صالح بن أبى الأخضر ثنا ابن شهاب عن سالم- الحديث (غربيه) (3) يشير إلى قوله عز وجل {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي}

الصفحة 161