كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[كلام العلماء فيما استقر عليه الأمر في متعة الحج ومتعة النساء]-
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم متعة الحجِّ والأخرى متعة النِّساء
(128) عن يونس عن الحسن أنَّ عمر رضى الله عنه أراد أن ينهى عن متعة الحجِّ فقال له أبىُّ (بن كعب) رضي الله عنه ليس ذاك لك قد تمتَّعنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ولم ينهنا، فأضرب عن ذلك عمر رضى الله عنه وأراد أن ينهى عن حلل الحبرة لأنَّها تصبغ بالبول، فقال له أبىُّ ليس ذلك لك، قد لبسهنَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم ولبسناهنَّ في عهده
__________
"وأتموا الحج والعمرة لله" من تمامهما أن تفرد كل واحد منهما من الآخر وأن تعتمر في غير أشهر الحج، إن الله تعالى يقول "الحج أشهر معلومات" وقال هشام عن ابن عوف سمعت القاسم بن محمد يقول ان العمرة في أشهر الحج ليست بتامة، فقيل له فالعمرة في المحرم؟ قال كانوا برونها تامة (وأما متعة النساء) فقد روى الشيخاني والأمام أحمد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأنسية (وعن سبرة الجهني) رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع نهى عن نكاح المتعة" رواه الأمام أحمد وأبو داود، وسيأتي في باب نكاح المتعة الى يوم القيامة، وأما متعة الحج فقد اختلف فيها الصحابة ثم انعقد الأجماع بعد ذلك على جواز الأفراد والقران والتمتع كما سيأتي في الأحكام عن النووي والله أعلم (تخريجه) (م. هق. وغيرهما) ولفظ مسلم عن جابر تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام عمر قال إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء وإن القرآن قد نزل بنازله "فأتموا الحج والعمرة" كما أمركم الله وأبتوا نكاح هذه النساء فلن أوتي برجل نكح امرأة الى أجل إلا رجمته بالحجارة (وله في رواية) فافصلوا حجكم من عمرتكم فانه أتم لحجكم وأتم لعمرتكم
(128) عن يونس عن الحسن (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنبأنا يونس عن الحسن_ الحديث" (غريبه) (1) أي ليس ذاك من حقك، وإنما هو من حق رسول الله صلى الله عليه وسلم المشرع وقد تمتعنا ولم ينهنا (2) أي فأعرض عن قوله ولم يعره التفاتا، لأن له نظرا خاصا في فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم بيانه (3) بوزن عنبة ثياب يمانية من قطن أو كتان مخططة، والجمع حبر وحبرات مثل عنب وعنبات (تخريجه) لم أقف عليه لغير الأمام أحمد، وأورده الهيثمي وقال الحسن لم يسمع من

الصفحة 163