كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[نهي ابن الزبير عن متعة الحج وانكار ابن عباس عليه واستشهاده بأمه أسماء امرأة الزبير]-
أبي بكر رضى الله عنهما فليسألها فإن لم يكن الزُّبير قد رجع إليها حلالًا وحلَّت، فبلغ ذلك أسماء فقالت يغفر الله لابن عبَّاس، والله لقد أفحش، قد والله صدق ابن عبَّاس، لقد حلوُّا وأحللنا وأصابوا النِّساء
(131) عن مسلم القرِّيِّ قال سألت ابن عبَّاس عن متعة الحجِّ فرخَّص فيها وكان ابن الزُّبير ينهى عنها، فقال هذه أمُّ ابن الزُّبير تحدث أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رخَّص فيها فأدخلوا عليها فاسألوها، قال فدخلنا عليها فإذا امرأة ضخمة عمياء فقالت قد رخَّص رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيها
__________
قال إنا لبمكة_الحديث" (غريبه) (1) ظاهر هذا أن الزبير حل مع من أحلوا وليس كذلك، فقد ثبت عند مسلم والامام أحمد وغيرهما وسيأتي في هذا الباب ان الزبير كان معه الهدى فلم يحل، وأسماء لم يكن معها هدى فحلت (2) يعني أنه جاوز الحد في كلامه لأمرين (الأمر الاول) لن في قوله فليرجع "يعني ابن الزبير الى أمه الخ" تلميحا بأن الزبير أصاب أسماء حينما حل كما فعل من أحلوا مع نسائهم، وهذا لا ينبغي التلميح به (الأمر الثاني) أن كلامه يفهم منه أن الزبير قد حل من احرامه والواقع غير ذلك، فقد كان معه الهدى ولم يحل، وسيأتي في حديث أسماء انها قالت فلم يكن معي هدى فحللت وكان مع الزبير زوجها هدى فلم يحل، قالت فلبست ثيابي وحللت فجئت الى الزبير فقال قومي عني قالت فقلت أتخشى أن أثب عليك؟ "ويجاب عن ابن عباس" في الأمر الأول بأنه كان يفهم أن الزبير حل مع من أحلوا لأنه كان محرما بعمرة ولم يعلم أنه ساق الهدى وإن كان هذا الفهم خطأ فالخطأ مغتفر، ولذلك دعت له أسماء بالمغفرة لأنها فهمت أن ذلك ناشئ عن خطأ لا عن عمد. أما قولها 0 قد والله صدق ابن عباس) فانها تعني أن بعض الناس قد كان معتمرا وحل وأصاب النساء حقيقة كما قال ابن عباس، والله اعلم (تخريجه) لم أقف عليه بهذا السباق لغير الأمام أحمد، ورواه مسلم بسياق آخر سيأتي بعد هذا
(131) عن مسلم القرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا شعبة عن مسلم القرى_ الحديث" (غريبه) (3) هو بقاف مضمومة ثم راء مشددة، قال السمعاني هو منسوب الى نبي قرة حي من عبد القيس (تخريجه) (م. هق)

الصفحة 165