كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[حجة القائلين بجواز التمتع وأن المتمتع لا يحل من احرامه إذا كان معه هدى]-
فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم من كان معه هدي فليتمَّ (وفى لفظٍ فليقم على إحرامه) ومن لم يكن معه هدي فليحلل، قالت فلم يكن معى هدى فحللت وكان مع الزُّبير زوجها هدى فلم يحلَّ قالت فلبست ثيابى وحللت؛ فجئت إلى الزُّبير، فقال قومي عنىِّ قالت فقلت أتخشى أن أثب عليك
(134) عن عائشة رضى الله عنها أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أمر النَّاس عام حجَّة الوداع، فقال من أحبَّ أن يبدأ منكم بعمرة قبل الحجِّ فليفعل، وأفرد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم الحجَّ ولم يعتمر
(135) وعنها أيضًا رضى الله عنها قالت خرجنا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
__________
خرجنا محرمين، وله في رواية أخرى "مهلين بالحج" والمعنى أن بعضهم كان مهلا بحج وبعضهم بعمرة كما صرحت بذلك عائشة في حديثها المتقدم في أول باب التخبير في الأحرام وفيه "فمنهم من أهل بعمرة ومنهم من أهل بحجة" وكانت أسماء وطائشة أهلتا بعمرة كما صرحت بذلك أسماء في حديثها المذكور في الباب المشار اليه وفيه "قالت أسماء وكنت أنا وعائشة والمقداد والزبير ممن أهل بعمرة" (1) هذا اللفظ لروح أحد رجال السند، ومعناه فليبق محرما حتى يتحلل يوم النحر (2) هذا تصريح بأن الزبير لم يتحلل في حجة الوداع قبل يوم النحر خلافا لمل فهمه ابن عباس، وقد تقدم الكلام عليه قبل حديثين (2) إنما أمرها بالقيام مخافة من عارض قد يندر منه كلمس بشهوة أو نحوه، فان اللمس بشهوة حرام في الأحرام، فاحتاط لنفسه بمباعدتها من حيث أنها زوجة متحللة تطمع بها النفس (تخريجه) (م. هق. وغيرهما)
(134) (عن عائشة رضي الله عنها) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في الأفراد، وإنما ذكرته هنا لمناسبة الترجمة ولأنه صلى الله عليه وسلم أباح لهم التمتع بالعمرة فدل على جواز ذلك والله اعلم
(135) وعنها أيضا رضي الله عنها (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي قال قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن ابن شهاب وحدثنا محمد بن جعفر قال ثنا مالك عن

الصفحة 167