كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[جواز الاكتفاء بطواف القدوم عن طواف الأفاضة للقارن]-
بقديدٍ هديًا ثمَّ طاف لهما طوافًا واحدًا بالبيت وبالصَّفا والمروة ثمَّ لم يزل كذلك إلى يوم النَّحر (ومن طريقٍ ثانٍ) عن نافع خرج ابن عمر يريد العمرة فأخبروه أن بمكَّة أمرًا، فقال أهلُّ بالعمرة فإن حبست صنعت كما صنع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأهلَّ بالعمرة، فلمَّا سار قليلا وهو بالبيداء قال ما سبيل العمرة إلاَّ سبيل الحجِّ أوجب حجَّا أو قال أشهدكم أنِّى قد أوجبت حجًّا، فإنَّ سبيل الحجِّ سبيل العمرة، فقدم مكَّة فطاف بالبيت سبعًا وبين الصَّفا والمروة سبعا، وقال هكذا رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فعل أتى قديدًا فاشترى هديًا فساقه
(138) حدّثنا عبد الله حدَّثنى أبى حدَّثنا محمَّد بن جعفر وروح قالا حدَّثنا شعبة قال روح سمعت مسلمًا القرِّىَّ قال محمد عن مسلم القرِّي قال
__________
فصار قارنا، وهذا موضع الدلالة من الحديث (1) بالتصغير موضع بين مكة والمدينة (2) يعني طواف القدوم اكتفى به عن طواف الأفاضة كما هو شأن القارن، وهذا معنى قوله "ثم طاف لهما" أي للحج والعمرة طوافا واحدا (وقوله ثم لم يزل كذلك) يعني محرما بالحج والعمرة (إلى يوم النحر) أي ثم تحلل بالنحر والحلاق أو التقصير (وفي رواية للشيخين) فطاف بالبيت وبالصفا والمروة، ولم يزل على ذلك ولم ينحر ولم يحلق ولم يقصر ولم يحلل من شيء حرم منه حتى كان يوم النحر فنحر وحلق ورأى أنه قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول، وقال ابن عمر كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم "يعني في حجة الوداع" (3) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان ثنا أيوبي بن موسى عن نافع خرج ابن عمر-الحديث" (4) الظاهر أنه يشير بقوله هكذا إلى شراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدى من قديد وسوقه، ويحتمل رجوع الأشارة إلى الأفعال المتقدمة أيضًا، ويؤيد ذلك رواية الشيخين المذكورة آنفًا، وفيها قال ابن عمر بعد ذكر هذه الأفعال المتقدمة "كذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) (ق. لك. هق. وغيرهم)
(138) حدّثنا عبد الله (غريبة) (5) معناه أن روحا روى هذا الحديث

الصفحة 172