كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[من زاد في التلبية عن الوارد - ومعنى التلبية للمحرم واستحبابها]-
والنِّعمة لك والملك لا شريك لك، قال نافع وكان ابن عمر يقول وزدت أنا لبَّيك لبَّيك وسعديك والخير في يديك، لبَّيك والَّرغباء إليك والعمل
(140) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يهلُّ ملبِّدًا يقول لبَّيك اللهمَّ لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحمد والنِّعمة لك والملك لا شريك لك، لا يزيد على هؤلاء الكلمات
__________
(1) يستفاد منه جواز الزيادة على الوارد بما يحب من ذكر الله تعالى؛ ولكن الاقتصار على الوارد أفضل (2) قال القاضي عياض اعرابها وتثنيتها كما سبق في لبيك، ومعناه مساعدة لطاعتك بعد مساعدة (وقوله والخير في يديك) رواية مسلم (بيديك) بالباء بدل الفاء والمعنى واحد، وهو أن الخير كله بيد الله تعالى ومن فضله (3) يروى بفتح الراء والمد وبضم الراء مع القصر ونظيره العلا والعلياء والنعمى والنعماء، قاله المازري (وقال القاضي عياض) وحكى أبو علي فيه أيضًا الفتح مع القصر الرغبي مثل سكري، ومعناه هنا الطلب والمسألة إلى من بيده الخير، وهو المقصود بالعمل المستحق للعبادة (تخريجه) (ق. لك. وغيرهما)
(140) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا علي بن اسحاق ثنا عبد الله أنا يونس عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عمر - الحديث" (غريبة) (4) هو حال من يهل (قال العلماء) التلبيد ضفر الرأس بالصمغ أو الخطمى وشبههما مما يضم الشعر ويلزق بعضه ببعض ويمنعه النمعط والقمل، فيستحب تلبيد الرأس قبل الأحرام لكونه أرفق به، وقد نص عليه الشافعي وأصحابه، وهو موافق لحديث الأعرابي الذي خر عن بعيره وهو محرم، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يمسوه بطيب ولا يخمروا رأسه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا (وفي رواية ملبدا) رواه الشيخان والأمام أحمد وتقدم مع الكلام عليه صحيفة 189 رقم 143 من كتاب الجنائز في الجزء السابع (5) هذا لا ينافى ما سيأتي من حديث أبي هريرة قال (كان من تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اله الحق) لاحتمال أن ابن عمر لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم وسمعها أبو هريرة، والظاهر أنه كان يقول هذه الجملة التي رواها أبو هريرة قليًلا لتضافر الروايات على رواية ابن عمر والله أعلم (تخريجه) (ق. هق. ك. والأربعة. وغيرهم).

الصفحة 175