كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[جواز التلفظ بما أحرم به الأنسان في التلبية - ومن لبى بغير الوارد]-
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم لبَّيك إله الحقِّ
(144) عن بكر بن عبد الله المزنىِّ قال سمعت أنس بن مالك يحدِّث قال سمعت النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يليِّ بالحجِّ والعمرة جميعا، فحدَّثت ابن عمر بذلك فقال لبيَّ بالحجِّ وحده فلقيت أنسًا فحدَّثته بقول ابن عمر، فقال ما تعدُّوننا إلاَّ صبيانًا سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول لبَّيك عمرةً وحجًّا
(145) عن عبد الله بن أبى سلمة أنَّ سعد بن أبى وقَّاص رضى الله عنه سمع رجلا يقول لبَّيك ذا المعارج فقال إنَّه لذو المعارج ولكنَّا كنَّا مع
__________
(تخريجه) (نس. جه. حل. هق. ك) وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبي.
(144) عن بكر بن عبد الله المزنى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا هشيم أنا حميد الطويل أنا بكر بن عبد الله المزنى-الحديث" (غريبة) (1) لا منافاة بين قول ابن عمر وقول أنس، قال النبي صلى الله عليه وسلم أحرم أوًلا بالحج فلبى به فسمعه ابن عمر يلبي بالحج وحده، فأخبر بما سمع، ثم أدخل العمرة على الحج فلبى بهما جميعًا فسمعه أنس فأخبر بما سمع (2) أي كأنكم ما تأخذون بقولنا لعدكم إيانا صبيانًا حيئنذ ثم ذكر الحديث، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبيك عمرة وحجا، فهو صريح جدًا في كونه صلى الله عليه وسلم كان قارنا ولا يقبل تأويًلا، وفيه أيضًا جواز التلفظ بما أحرم به الإنسان من حج أو عمرة أو بهما جميعًا في التلبية، وهذا موضع الدلالة منه والله أعلم (تخريجه) (ق. نس هق. وغيرهم).
(145) عن عبد الله بن أبي سلمة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى عن ابن عجلان عن عبد الله بن أبي سلمة -الحديث (غريبة) (3) أي مصاعد الملائكة وهي السموات، وقال قتادة معناه ذا الفواضل والنعم اهـ. وجاء في حديث جابر تقدم في باب صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فيه التلبية بمثل ما جاء في حديث ابن عمر، ثم قال والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع فلم يقل لهم شيئًا، ففيه إشارة إلى جواز التلبية بذلك ونحوه من مل ذكر فيه تعظيم لله عز وجل، وسيأتي بسط

الصفحة 177