كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[استحباب التلبية في الذهاب من منى إلى عرفات]-
رضي الله عنه من منىً إلى عرفات فكان يلبىِّ، قال وكان عبد الله رجلًا آدم له ضفران عليه مسحة أهل البادية، فاجتمع عليه غوغاء من غوغاء النَّاس، قالوا يا أعرابىُّ إنَّ هذا اليوم ليس يوم تلبيةٍ إنَّما هو يوم تكبير، قال فعند ذلك التفت إلىَّ فقال أجهل النَّاس أم نسوا؟ والَّذى بعث محمَّدًا صلَّى الله عليه وسلَّم بالحقِّ لقد خرجت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فما ترك التَّلبية حتَّى رمى جمرة العقبة إلاَّ أن يخلطها بتكبير أو تهليل
(156) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال غدونا مع رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم إلى عرفات منَّا المكبِّر ومنَّا الملبيِّ
__________
(1) أي لأجل الوقوف بعرفة 02) الآدم من الناس السمر والجمع أدمان (وقوله له ضفران) تثنية ضفر، وهو نسج الشعر بعضه على بعض، والمعنى أن شعر رأسه كان طويلاً فجعله ذؤابتين (3) بفتح الميم أي يبه أهل البادية في لونهم وذيهم (4) أصل الغوغاء الجراد حين يخف للطيران، ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر، ويجوز أن يكون من الغوغاء الصوت والجلبة لكثرة لغطهم وصياحهم وهو المراد هنا، والمعنى أنه كثر صياح الناس بقولهم يا أعرابي الح (5) أي أجهل الناس أحكام الحج فلم علموها أم لموها ثم نسوها؟ (6) أي من منى إلى عرفة كما صرح بذلك في رواية الحاكم (حتى رمى جمرة العقبة) يعني يوم النحر (إلا أن يخلطها بتكبير أو تهليل) فإن ذلك جائز لأنه من الأذكار المطلوبة في هذه الأيام أيضاً، والله أعلم (تخريجه) رواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه (قلت) واقره الذهبي.
(156) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هشيم أنبأنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن ابن عمر - الحديث (غريبة) (7) أي من منى كما صرح بذلك في رواية أخرى لمسلم (إلى عرفات) للوقوف بعرفة (منا المكبر ومنا الملبي) أي لأن هذا اليوم مما يستحب فيه التكبير أيضاً (تخريجه) (م. نس. هق. وغيرهم)

الصفحة 182