كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[عدم جواز الطيب وتغطية الرأس للمحرم - وفضل من مات محرما بالحج]-
من زعفران، فقال يا رسول الله إنِّى أحرمت فيما تري والنَّاس يسخرون منِّى وأطرق هنيهةًَ، قال ثمَّ دعاه فقال اخلع عنك هذه الجبة واغسل عنك هذا الزَّعفران واصنع في عمرتك كما تصنع فى حجَّتك
(169) عن ابن عبَّاس رضى الله عنهما أنَّ رجلًا كان مع النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فوقصته ناقته وهو محرم فمات؛ فقال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم اغسلوه بماءٍ وسدر وكفِّنوه فى ثوبيه ولا تمسُّوه بطيب ولا تخمِّروا رأسه فإنَّه يبعث يوم القيامة ملبِّيا
(170) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله
__________
(1) إنما سخروا منه لجهله بالأحكام لكونه لا بسًا مخيطًا ومتلطخًا بزعفران وكلاهما منهى عنه (تخريجه) (ق. لك. د. نس. وغيرهم)
(169) عن ابن عباس (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هشيم أنبأنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -الحديث" (غريبه) (2) قال الحافظ لم أقف في شيء من الطرق على تسمية المحرم المذكور (3) بفتح الواو بعدها قاف ثم صاد مهملة من باب وعد أي رمت به فدقت عنقه، وفي القاموس الوقص الكسر (4) فيه أنه يكفن المحرم في ثيابه التي مات فيهان وقيل أنما اقتصار على تكفينه في ثوبيه لكونه مات فيهما وهو متلبس بتلك العبادة الفاضلة، ويحتمل أنه لم يجد غيرهما (وقوله ولا تمسوه بطيب) بضم التاء من قوله تمسوه وكسر الميم، من أمسّ، قاله الحافظ، أي لا تضعوا طيبًا على جسمه ولا في كفنه كما يفعل لغير المحرم (ولاتخمروا رأسه) أي لا تغطوه لأن المحرم ممنوع من ذلك، ففيه دلالة على بقاء حكم الأحرام، واصرح من ذلك التعليل بقوله فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا، أي يقول لبيك اللهم لبيك كما يقول الحاج، وفي بعض الروايات فإنه يبعث يوم القيامة محرمًا، أي على حالته التي مات عليها ومعه علامة لحجه، وهي دلالة الفضيلة كما يجاء الشهيد يوم القيامة وأوداجه دما (تخريجه) (ق. والأربعة. وغيرهم)
(170) عن ابن عمر (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخى عن سعيد بن جبير عن ابن عمر - الحديث"

الصفحة 199