كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[حجة القائلين بأن النبى صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا - وتاريخ زواجها ووفاتها]-
الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تزوَّجها حلالا وبنى بها حلالًا وماتت بسرف فدفنَّاها في الظلَّة التي بنى بها فيها، فنزلنا في قبرها أنا وابن عبَّاس
(188) عن ابى رافعٍ رضى الله عنه مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم تزوَّج ميمونة حلالًا وبنى بها حلالًا وكنت الرَّسول بينهما
__________
ثقة نزل الرقة (وميمونة) هي أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم بنت الحارث بن حزن الهلالية أخت لبابة أم الفضل بن عباس، وكان اسمها برة فسماها النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة سبع لما اعتمره عمرة القضية، فيقال أرسل جعفر بن أبي طالب يخطبها فأذنت للعباس فزوجها منه، ويقال إن العباس وصفها له وقال قد تأيمت من أبي رهم ابن عبد العزي، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن سعد كانت آخر امرأة تزوجها يعني ممن دخل بها، وذكب بسند له أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها في شوال سنة سبع، فإن ثبت صح أنه تزوجها وهو حلال لأنه إنما أحرم في ذي القعدة منها. أفاد الحافظ في الإصابة (1) أي قبل الأحرام بعمرة القضية (وبنى بها حلالا) أي دخل بها بعد انتهاء العمرة (قال في النهاية) الابتناء والبناء الدخول بالزوجة، والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل بها فيها فيقال بنى الرجل على أهله (2) بضم الظاء وتشديد اللام كل ما أظل من الشمس، وهي التي زفت إليه ميمونة فيها وهذا من غرائب الصدف، وكانت وفاتها سنة إحدى وخمسين على الصحيح كما قال الحافظ (تخريجه) أخرجه الترمذي بلفظ حديث الباب وسنده وقال هذا حديث غريب، وروى غير واحد هذا الحديث عن يزيد الأصم مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال، ورواه مسلم وابن ماجه "ولفظهما تزوجها وهو حلال قال وكانت خالتي وخالة ابن عباس" ورواه أبو داود ولفظه "قالت تزوجني ونحن حلالان بسرف".
(188) عن أبي رافع (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ويونس قالات ثنا حماد بن زيد قال ثنا مطر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سليمان بن يسار عن أبي رافع- الحديث" (غريبه) (3) يعني الواسطة في أمر الزواج بينه وبين العباس وكيلها في الزواج (تخريجه) (هق. مذ) وقال هذا حديث حسن ولا نعلم أحدا أسنده غير حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة، وروى مالك بن أنس عن ربيعة عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال، ورواه مالك مرسلا، ورواه

الصفحة 229