كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[اختلاف عثمان وعلي رضي الله عنهما في المحرم إذا صيد له صيد أيأكله أم لا]-
ابن الحارث فكأني أنظر إلى عليٍّ حين جاء وهو يحثُّ الخبط عن كفَّيه فقال له عثمان صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حلٌّ فأطعمونا فما بأس، قال فغضب على وقال أنشد الله رجلًا شهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين أتى بقائمة حمار وحشٍ (وفي لفظ بعجز حمار وحش وهو محرم) فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إنَا قوم حرم فأطعموه أهل الحلِّ قال فشهد اثنا عشر رجلًا من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ثمَّ قال عليٌّ أشهد الله رجلًا شهد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم حين أتى ببيض النَّعام (وفى لفظٍ بخمس بيضات نعام) فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إنَّا قوم حرم، أطعموه أهل الحلِّ، قال فشهد دونهم من العدَّة من الاثنى عشر قال فثنى عثمان وركه عن الطَّعام فدخل رحله (وفى لفظٍ فسطاطه) وأكل ذلك الطَّعام أهل الماء
__________
المجرم فقال (من يقول في هذا) يعني من يقول بعدم الجواز (1) الحت معناه الحك والأزلة، والخبط بالتحريك اسم ما يتساقط من ورق الشجر بعد خبطه أي ضربه بالعصى وهو من علف الإبل، وللعرب طريقة في جعله علفا وهو أن يؤخذ الورق ويجفف ويطحن يوخلط بدقيق أو غيره ويعجن بالماء فتوجره الأبل، والمعنى أن عليا رضى الله عنه كان مشتغلا بعلف بعيره حينما جاءه الرسول ويده ملوثة بالخبط فأسرع في المجيء قبل أن يزيل ما عليها اهتماما بهذا الأمر ثم بعد مجيئه صار يحت الخبط عن كفيه، ولذا قال عبد الله ابن الحارث فكأني أنظر إلى على حين جاء وهو يحت الخبط عن كفيه يعني أنه متحقق ما حصل في هذه القصة كأنها وقعت الآن (2) بضم الشين المعجمة أي أسأل بالله وأقسم به (وقوله شهد رسول الله) أي كان حاضرا مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتى بقائمة حمار وحش الخ (3) لابد من تقييد هذا الإطلاق بأن هذا الصيد صيد لأجل المحرم أو بأمره، أما إذا صاده الحلال لنفسه ثم أهدى منه شيئا للمحرم فلا بأس بقبوله وأكله كما يستفاد ذلك من حديث جابر الآتي بعد هذا؛ ويقال مثل ذلك في بيض النعام الآتي (4) يعني أنه شهد له على بيض النعام بعض الاثني عشر المتقدم ذكرهم (5) يريد أنه اقتنع بما سمعه من على رضى الله عنه وامتنع عن الطعام فأكله أهل الماء أي المقيمون بهذا المكان من أهل الحل (تخريجه) (عل. بز) بنحوه وفيه على بن زيد فيه كلام وقد وثق

الصفحة 240