كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[كلام العلماء في الجمع بين ما تعارض من حديثى أبى قتادة]-
فأبوا فأخذه، ثمَّ شدَّ على الحمار فقتله فأكل بعض أصحاب النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأبى بعضهم، فلمَّا أدركوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سألوه عن ذلك، فقال إنَّما هى طعمة أطعمكموها الله عزَّ وجلَّ (ومن طريقٍ رابعٍ) عن عطاء بن يسار عن أبى قتادة بنحوه (وفيه) أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم قال هل معكم من لحمه م شاءٍ
(196) عن عبد الله بن أبى قتادة عن أبيه رضى الله عنه قال خرجت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم زمن الحديبية فأحرم أصحابى ولم أحرم فرأيت حمارًا فحملت عليه فاصطدته فذكرت شأنه لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وذكرت أنِّى لم أكن أحرمت وإنَّما اصطدته لك، فأمر النَّبىُّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم أصحابه فأكلوا ولم يأكل منه حين أخبرته أنِّي اصطدته له
__________
(1) في رواية لمسلم "فسقط مني سوطي فقلت لأصحابي وكانوا محرمين ناولوني السوط فقالوا والله لا نعينك عليه بشيء" ويستفاد من إبائهم وعدم إعانتهم له أنهم كانوا قد علموا أنه يحرم على المحرم الأعانة على قتل الصيد (2) بضم الطاء أي طعام (3) (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي قال قرأت على عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن أبي قتادة في الحمار الوحشي مثل ذلك "أي مثل الطريق الثالثة) إلا أن في حديث زيد بن أسلم (يعني هذا الطريق) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل عندكم من لحمه شيء (تخريجه) (ق. والأربعة. وغيرهم).
(196) عن عبد الله بن أبي قتادة (سنده) حدّثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه- الحديث" (4) تقدم الكلام على عدم إحرام أبي قتادة في شرح الحديث السابق (5) هذا ينافي ما تقدم في الحديث السابق من أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منه، قال أبو بكر النيسابوري (قوله إني اصطدته لك وأنه لم يأكل منه) لا أعلم أحدا قاله في هذا الحديث غير معمر؛ وقال ابن خزيمة والدارقطني والجوزقي تفرد بهذه الزيادة معمر، قال ابن خزيمة إن كانت هذه الزيادة محفوظة احتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أكل من لحم ذلك الحمار قبل أن يعلمه أبو قتادة

الصفحة 245