كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[جواز أكل المحرم لحم صيد البر إذا لم يصده أو يصد له]-
(197) عن عمير بن سلمة الضَّمرىِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرَّ بالعرج فإذا هو بحمار عقير فلم يلبث أن جاء رجل من بهزٍ فقال يا رسول الله هذه رميتى فشانكم بها، فأمر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبا بكرٍ رضى الله عنه فقسَّمه بين الرِّفاق ثمَّ سار حتَّى عقبة أثاية فإذا هو بظبيٍ فيه سهم وهو حاقف فى ظلِّ صخرةٍ، فأمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم رجلًا من
__________
أنه اصطاده من أجله، فلما أعلمه امتنع اه (قال الحافظ) وفيه نظر لأنه لو كان حراما ما أقر النبى صلى الله عليه وسلم على الأكل منه إلى أن أعلمه أبو قتادة بأنه صاده لأجله، ويحتمل أن يكون ذلك لبيان الجواز، فان الذى يحرم على المحرم إنما هو الذى يعلم أنه صيد من أجله وأما إذا أتى بلحم لا يدرى ألحم صيد أو لا، فحمله على أصل الأباحة فأكل منه لم يكن ذلك حراما على الآكل، وعندى بعد ذلك فيه وقفة، فان الروايات المتقدمة ظاهرة فى أن الذى تأخر هو العضد، وأنه صلى الله عليه وسلم أكلها حتى تعرقها أى لم يبق منها إلا العظم، ووقع عند البخارى فى الهبة حتى نفدها أى فرغها، فأى شيء يبقى منها حينئذ حتى يأمر أصحابه بأكله، لكن رواية أبى محمد الآتية فى الصيد (يعنى عند البخاري) "أبقى معكم شئ منه؟ قلت نعم، قال كلوا فهو طعمة أطعمكموها الله" فأشعر بأنه بقى منها غير العضد والله تعالى أعلم اه (قلت) رواية أبقى معكم شئ الخ تقدمت قبل حديث (تخريجه) (جه، قط هق. خز) وسنده جيد
(197) عن عمير بن سلمة الضمرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا هشيم قال أنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم قال أخبرنى عيسى بن طلحة بن عبيد الله عن عمير بن سلمة الضمرى - الحديث" (غريبه) (1) بفتح العين وسكون الراء وجيم قرية جامعة من عمل الفرع على أميال من المدينة (2) أى حمار وحش (وقوله عقير) فعيل بمعنى مفعول أى معقور يعنى متقولا بسهم الصائد، زاد فى الموطأ فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعوه فانه يوشك أن يأتى صاحبه (3) اسمه زيد بن كعب السلمى صحابى (4) بكسر الراء مصدر كالمرافقة، قاله فى المشارق (وقال الجوهري) جمع رفقة بضم الراء وكسرها القوم المترافقون فى السفر (5) بضم الهمزة وحكى كسرها ومثلثة موضع بطريق الجحفة إلى مكة (6) بمهملة فألف فقاف ففاء أى واقف منحن رأسه بين يديه إلى رجليه، وقيل الحاقف الذى لجأ إلى حقف وهو ما انعطف من الرمل

الصفحة 246