كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 11)

-[بقية حديث أم معقل الأسدية - وقصة الجمل]-
نخلك قال قد علمت أنه قوت أهلى، قالت فإنِّى مكلِّمةٌ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وذاكرته له، قال فانطلقا يمشيان حتَّي دخلا عليه، قال فقالت له يا رسول الله إنَّ علىَّ حجَّةً وإنَّ لأبى معقلٍ بكرًا، قال أبو معقلٍ، صدقت جعلته في سبيل الله، قال أعطها فلتحجَّ عليه فإنَّه فى سبيل الله، قال فلمَّا أعطاها البكر قالت يا رسول الله إنِّى امرأةٌ قد كبرت وسقمت فهل من عملٍ يجزئ عنِّى من حجَّتى؟ قال فقال عمرةٌ فى رمضان تجزيء لحجَّتك
__________
النخلة، والمعنى أعطنى ما جنيته من ثمرة نخلك (1) أى يكون ثوابه مثل ثواب حجتى التى أريدها؟ (تخريجه) (د. نس) ورواه الترمذى مختصرا عن أم معقل أن النبى صلى الله عليه وسلم قال عمرة فى رمضان تعدل حجة. وقال حديث حسن غريب، ورواه أيضا ابن خزيمة فى صحيحه باختصار إلا أنه قال إن الحج والعمرة فى سبيل الله، وإن عمرة فى رمضان تعدل حجة أو تجزاء حجة، وهذا اللفظ أعنى قول النبى صلى الله عليه وسلم (عمرة فى رمضان تعدل حجة) صحيح متفق على صحته، رواه الشيخان والأمام أحمد وغيرهم من عدة طرق عن كثير من الصحابة كما سيأتى فى أبواب العمرة؛ وإنما الاختلاف والضعف والاضطراب جاء فى قصة أم معقل، قال صاحب عون المعبود فى شرح سنن أبى داود، ولا شك أن رواة هذا الحديث لم يتقنوا ألفاظ الحديث ولم يحفظوها بل اختلطوا وغيروا الألفاظ واضطربوا فى الأسناد وفيه ضعيف ومجهول اهـ (قلت) يعنى بالضعيف ابراهيم بن مهاجر؛ وبالمجهول رسول مروان لأنه لم يسم، ولأجل دفع الاضطراب ورفع التناقض قد أولت فى تفسير كثير من ألفاظه كما عرفت، والحديث الصحيح الذى عليه المعول هو الحديث الأول من أحاديث الباب فقد أخرجه الشيخان والأمام أحمد وليس فيه اختلاط، ولأبى داود رواية أخرى من طريق يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل قالت، لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل فى سبيل الله وأصابنا مرض وهلك أبو معقل وخرج النبى صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من حجه جئته فقال يا أم معقل ما منعك أن تخرجى معنا قالت لقد تهيأنا فهلك أبو معقل وكان لنا جمل هو الذى نحج عليه، فأوصى به أبو معقل فى سبيل الله، قال فهلا خرجت عليه فان الحج فى سبيل الله، فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمرى فى رمضان فانها كحجة، فكانت تقول الحج حجة والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي.

الصفحة 36